شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 28)
- المحتوى
-
سبل القمة العربية الرابعة و دلاءاتهاء...
أجهزة الاعلام السعودية» وهي التي تخضع لتوجيهات الملك فيصلء تهاجم مصر وتظهر الشماتة بها
لهزيمتها؛ وقارن» في معرض تقنيد هذه الهجمات بين مصر التيء على الرفم من هزيمتهاء حاريت
وقدمت التضحيات» والسعودبية التي بقيت قاعدة, ثم اعلن أنه مصمم على عدم الدخول في مهاترات
مع احد وإنه؛ على الرغم من الهجمات والانتقادات التي توجهها اطراف عربية الى مصرء قد لبى الدعوة
الى حضور القمة الرابعة في الخرطوم. وفي هذا الخطابء اعلن الرجل القناعة التي انتهى اليها بصدد
التضامن العربيء بعد المراجعة التي اجراها لمواقفه, في ضوء نتائج الحربء فقال: «ان المعركة
تستدعي تعبئة كل بندقية عربية» وكل جنيه عربي» وكل جهد عربيء وانا باقول لازم نروح مؤتمر
القمة ونجتمع علشان نضع كل واحد أمام مسؤولياته. ولكن متكونش مسؤوليات بعض الناس يدوب
يبعثوا تلغراف اى تلغراف مواساة»("). ثم حدد عبد الناصر المبد! الذي سوف يتبعه في الحصول على
العون العربي» فقال: : «اللي عابيز يساهم في المعركة يساهم؛ واللي مش عايز يساهم ما يساهمش؛ واللي
عايز يساهم بقدر قليل يساهم»(*")؛ فكان في هذا القول اول اشارة علنية الى ان مصر سوف تقتنع
بمساهمة كل طرف عربى آخْر بما يرى هذا الطرف أنه قادر على المساهمة بهء دون ان تمارس
التحريض لحمله على المساهمة بالمزيد. وقد تأكد هذا المعنى حين اضاف الزعيم العربي: «احنا لسنا
ضد أي بلد عربيء احنا ما بنغيرش النظام الاجتماعي في اي بلد عربي» احذا مش ضصد نفوذ أي بلد
عربي» احنا ضد نفوذ الاستعمار»(*"). وما دامء وفق الرئيس عبد الناصى «لا بد من جهة عريية تواجه
اعداءنا اللي هم اسرائيل ومن هم وراء اسرائيل: قلا بدّ ان تستطيع تحديد من هى العدىء ومن الذي
ساعد اسرائيل» ومن الذي وقف مع اسرائيل»(١"). وبهذ! القول: اتضح البعد الكامل للمساومة التي
يعرضها عبد الناصر على الدول ذات الانظمة المحافظة: ان تكف القوى الثورية عن ممارسة التحريض
ضدها وان تقبل منها ما تقرر هي ان تقدمه من عون وجهودب» شريطة أن تسهم هذه الدول من جانيها
بما تقدر عليه في مواجهة اسرائيل وفي الضغط على الدول الامبريالية التي تسندها. وقد تأكد هذا
المعنى, ايضاًء حين اضاف عارضاً المساومة: «نحن لا نطالب احداً باكثر مما يستطيع» ولكن لا نرضى
منه بأقل مما يستطيع!07. وزيادة في تأكيد المعنى ذاته, لم يتطرق عبد الناصر, في خطابه الجماهيري
هذاء الى مسألتي النقط والارصدة: مما يشي بأنه ترك الباب مفتوحاً لتحديد حجم استخدامهما في
معركة مواجهة العدوان ونوعه من خلال الحوار الدائر في اطار المساومة الكبيرة التي يعرضها على
اصحاب النفط والثروات المجمدة في المصارف الغربية. واذا قورن صمت عبد الناصصر العلني ازاء
هاتين المسألتين بما كان مقتئعاً به شخصياً وبمشاعر الجماهير الملتهبة التي كانت تغذيها في كل مكان
دعوات الجزائر وسوريا والانظمة والقوى الوطنية التقدمية الاخرىء: امكن ان نستنتج ان الزعيم
العربي المهزوم في الحرب كان يدرك ان الهزيمة زعزعت قدراته على التأثير وزادت نفوذ الانظمة
المحافظة:. وانه التزم الكثير من ضبط النفس ليسهل الوصول الى التضامن العربيء آمل بذلك»
وبغضه النظر عن الحاح الانظمة المحافظة على معاودة ضخ النقط والاحتفاظ في مكانهاء ان يصل مع
هذه الانظمة المحافظة آلى صيغة توفر بعض الدعم لمجهود مجابهة العدوان» وتحول دون ان يتوبسع
نفوذ الدول الامبريالية في البلاد العربية.
ويبدى ان استقرار عبد الناصر على هذه المفاهيم, واقتناعه بأن الدول المحافظة سوف تلتقطما هى
لصالحها من عروضه وتقبل المساومة وتتعاون معة على أساسهاء قد هياً له قدرأ من الاطمئنان من
ناحيتهاء دون ان يحمله هذا على التخلي عن حذره المزمن ازاءها. اما قلقه الاساسي, فذال مبعثه الذين
زايدوا على سياسته هذهء على اليسار. فقد كان عبد الناصر حريصاً على حمل القوى الوطنية التقدمية
الثورية على الاقتناع بموقفه المدرك لأن الدول المحافظة. وقد تعهد بعدم اثارة القلاقل الداخلية في
العدد 119/5 177: تموز/ آب (يوليى/ اغسطس) 15417 شْيُون فلهطزية 7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)