شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 47)
- المحتوى
-
د. اسامة الغزالي حرب
الخامس من حزيران ( يونيى ) 11717., واحتلال شبه جزيرة سيناء باكملهاء وعودة الملاحة الاسرائيلية
في المضيق والخليج.
© التطور الثالث حدث بعد ذلك بما يقرب من عقد من الزمنء في اطار عملية الصلح المصري -
الاسرائيلي المنفربء التى قادها الرئيس انور الساداتء ابتداء من مبادرته بزيارة القدس في تشرين
الثاني ( نوفمبر ) 1517. لقد كان مقتضى «معاهدة السلام» التي وقعت بين مصر واسرائيل في 7
آذار (مارس ) 1114 ليس فقط انهاء حالة الحرب بين البلدين واقرار حق اسرائيلء بالتالي, بالمرور في
مضيق تيران وخليج العقبة باعتبار أن ذلك المرور لا يضر بأمن وسلامة الدولة الساحلية أي مصر.
ولكن: ايضاًء النص الصريح على ذلك الحق. وقدرت المادة الخامسة (فقرة ب) من المعاهدة ان طرفيها
«يعتبران ان مضيق تيران وخليج العقبة من الممرات المائية الدولية» المفتوحة لكافة الدول دون عائق
او ايقاف لحرية الملاحة او العبور الجوي. كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوي
من اجل الوصول الى اراضيه, عبر مضيق تيران وخليج العقبة»(8).
الذي يعنيناء هناء في هذه التطورات كلهاء هى موقعها من التنظيم القانوني الدولي السائد في
وقتهاء وكيف ان كل تطور منها سبقء في الواقع, الاقرار القانوني الدولي لها. وظل الموقف الاسرائيلي»
وكذلك مواقف القوى الكبرى المؤيدة له. وخاصة الولايات المتحدة الاميركية, هو السعى الى صياغة
تلك المبادىء القانونية: يما يضمن تبرير الامر الواقع الذي فرضته بالقعل. ١
ففي العام 1507 كان العرف السائد بشأن المرور في المضايق» يتيح لمصر - كما سبق الاشارة
اليه - تنظيم الملاحة في مضيق تيران بالاشتراك مع السعودية, باعتبار ان مياهه ليست مياهاً دولية,
لأنها لا تصل بين بحرين عاليينء ولانها لم تستعمل» تاريخياً: للملاحة الدولية ؛ ويمقتضى ذلك ماربست
مصر حقوق سيادتها الكاملة عليه.
لم يكن غريباًء في ذلك الوقتء ان اسرائيل سعت. في اثناء المداولات بشأن شروط انسحابها من
شيم الشيخ العام 1306 ٠ ليس فقط الى اضطلاع قوات الطوارىء يضمان حرية مرور سفنها في
المضيقء وانما ارادت: ايضاً » ابتداع سند قانوني يخالف العرف السائد لضمان هذا المرور. وفي هذ!
السياق؛ طالبت اسرائيل بأن يصدر الامين العام للامم المتحدة: نياية عن الجمعية العامة, تصريحاً
يعلن فيه ان خليج العقبة له طبيعة دولية» وبالتالي لاتخضع مد اخله للسيادة الاقليمية لدولة من الدول
المتاخمة. وقد رفض الامين العام للامم المتحدة في ذلك الحين؛ داغ همرشولد» ان يصدر مثل هذا
التصريح؛ وان كان رأى ان المسألة محل جدال قانوني. وقد أيدت الحكومة الاميركية: في ذلك الوقت»ء
هذا الموقف الاسرائيلي بشكل حذر, واعلنت استعد ادها لتأمين حرية الملاحة في مضيق تيران وخليج
العقبة, من خلال ارسال سفن اميركية تمر في المضيق ياتجاه ميناء ايلات الاسرائيلي؛ على أساس أن
حكومة واشنطن لا تقبل تحكم مصر في جميع الطرق الموصلة بين البحرين, الاحمر والمتوسطء خاصة
اذا كان الامر يتعلق بالنفط(؟)
وفي اواخر شباط ( فبراير ) 1101؛ كررت أسرائيل محاولتهاء في اروقة الامم المتحدة, لكي تصدر
اعلاناً بأن خليج العقبة هومياه دولية» وتبنت كل من فرنسا وكندا هذا الاقتراح, ولكن غالبية الاعضاء
رفضت ذلك. ومع ذلك, اعلنت دول بحرية هامة عدة تصريحات تؤكد تأييدها لمبدا حرية الملاحة في
مضيق تيران 07"
هذا النجاح الاسرائيلي الجزئي للاقرار بتبرير قانوني؛ أو شرعيء لفكرة اعتبار مضيق
ك2 شْيُونُ فلسطلية العدد ١77 - ١7” تموز/ آب (يوليو/ اغسطس) 19417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39467 (2 views)