شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 50)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 50)
- المحتوى
-
سسب البعد البحري للصراع العربي الاسراكيلي
لم يكن غريباً اذأء ان الولايات المتحدة الاميركية التي تمت مباحثات السلام المصرية -
الاسرائيلية في كنفهاء كانت على وعي كامل بتلك الحقوق الواسعة التي أقرت لاسرائيل في مضيق تيران .
وفي حديث لرئيس الوفد الاميركي لمؤتمر قانون البحار, في الكونغرسء ذكر ما نصه: دان الولايات
المتحدة تؤيدء بقوة؛ السريان والنقاذ المستمرين لحرية الملاحة والطيران في مضيق تيران وخليج العقبة»
كما جاء في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. ومن وجهة نظر الولايات المتحدة» فان معاهدة السلام
سوف لن تؤثر, بأي حال, في تلك الشروط(05.
ولقد استعاد المندوب الاسرائيليء في كلمته» في اثناء الجلسة الختامية لمؤتمر قانون البحار في
هذه الكلمات لرئيس الوفد الاميركيء وذلك لدى تبريره عدم توقيع بلاده على
الاتفاقية, وقال: «فيما يتعلق بمسألة المضايق المستعملة للملاحة الدولية» فاننا نشعر بأن الجزء
الثالث يتضمن عناصر سلبية سببتها تشوهات نجمت عن الانتهازية السياسية. ان وقدنا يرى ان
القاعدة القانونية الاساسية التي تحكم ذلك الجانب, هي ان هناك نظاماً قانونياً واحداً ينطبق على
المرور والطيران فوق كل تلك المضايق, ما لم يكن هناك نظام مختلف تحدده معاهدة. ان التشوهات
الواردة في الاتفاقية تخلل مصدراً للصعوية الشديدة لناء الا اذا وفرت الحماية لشروط وتفسيرات تتعلق
بنظام المرور في مضايق معينة, تعطي حقوقاً اوسع للاطراف المستعملة لهاء كما هو الحال بالنسبة الى
بعض المضايق في الاقليم الذي تقع فيه بلاديء اوذات الاهمية لها(:).
ويعبارة محددة, فان البعد البحري للصراع العربي الاسرائيئي وجد اكثر تطبيقاته دلالة: فيما
يتعلق بالمضايق الدولية» انطلاقاً من وضع مضيق تيران على وجه التحديد. وفي هذا الصراع؛ فان
اسرائيل كانت قادرة» سواء ياستعمال القوة المسلحة كما حدث في العام 1957 والعام /1571 أى
باستعمال التفاوض والاساليب الديلوماسية كما حدث في العام 19179ء على فرض الامر الواقع؛ وعلى
التمتع بحقوق وامتيازات كانت دائماًء اسبقء واكبر, مما يتيحه التنظيم القانوني الدولي للبحار.
على ان قدرة اسرائيل على فرض الامر الواقع بالقوة» انما تتبدى؛ في حقيقة الامر, في صراعها مع
العالم العربي حول البحر الاحمر كلهء كطريق حيوي للمرور, بالنسبة اليهاء وليس الصراع حول
المرور في خليج العقبة ومضيق تيران سوى اكثر اجزاء هذا الصراع اثارة للجدال القانوني؛ ولكن يظل
الصراع حول المرور في البحر الاحمر, وكذلك في مضيق باب المندب الواصل بينه ويين المحيط الهندي»
صراعاً استراتيجياً من الدرجة الاولى. انه صراع حول الطريق الاساسي للتجارة والاتصال بين
اسرائيل والعالم الآسيوي والافريقي.
لذلك؛ فان البحر الاحمر_من المنظور الاسرائيلي ممر مائي دوليء ينبغي ان يظل مفتوحاً لسفن
الدول جميعاً. يما فيها اسرائيل: ولا حق للعرب في السيطرة عليه او تقييد الملاحة فيه.
والواقع» ان تلك الاهمية الحيوية للبحر الاحمر. كانت واضحة: تماماًء لدى القادة الصهيونيين
في مخططهم للسيطرة على فلسطين. فقي هذا المخطط؛ احتل الاستيلاء على صحراء النقبء ثم على
منقذ على البحر الاحمر, اهمية مركزية لا محل للتهاون فيها. ويمجرد ان فرضت اسرائيلء بالقوة
العسكرية: هذا الوجود على البحر الاحمرء اصبح «التوجه صوب الجنوب» مطلباً اساسياً لأمن
اسرائيل!١"). وتصاعدت اهمية الاتصال والتجارة مع اسيا وافريقيا عبر شريان البحر الاحمر» منذ ان
فتح مضيق تيران للملاحة في وجه السفن الاسرائيلية في العام /951١؛ ومنذ ذلك الوقت فصاعداً,
العدد ١77 -11/177, تموز/ آب (يوليو/ اغسطس ) ١507 لثؤون فلمطزية 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39468 (2 views)