شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 53)
- المحتوى
-
د. أسامة الغزالي حرب
الباقية, البالغ طولها 5707 كيلومتراًء تتقاسمها البلدان العربية الستة الواقعة على سواحله:
السعودية ومصر والسود أن واليمن الشمالي والاردن وجيبوتي.
الصراع بين القوى الامبريالية الكبرى والعالم الثالث: اسرائيل كذيل للامبريالية
عكست المداولات والمشاورات الطويلة؛ والمضنية, التي سيقت التوصل الى قانون البحار,
الاختلاف العميق في المصالح بين بلدان العالم الثالث من جهة؛ وبين البلدان البحرية المتقدمة؛ وفي
مقدمها الولايات المتحدة على وجه التحديدء من جهة اخرى. ان هذا الاختلاف, بل والتناقض في
المصالح, يبدو واضحاً من خلال حقيقتين هامتين:
الحقيقة الاولى» هي ان التنظيم القانوني الدولي للبحار ظلء د ائمأء منذ مولدهء قبل ما يزيد على
ثلاثة قرون؛ حكراً على الدول البحرية الكبرىء واطاراً لحل مشكلاتها ومنازعاتها في ميادين الملاحة
والصيد وحقوق السفن في حالة الحرب؛ بل ان هذه القضايا كانت الحاقز الاول لقيام القانون الدولي
كله. ولقد ظل ذلك هى الوضع | السائد الى ما بعد الحرب العالمية الثانية وظهور اعداد متزايدة من الدول
في قارتي آسيا وافريقياء فضا عن بلدان اميركا اللاتينية (التي استقل معظمها قبل ذلك): اخذت كلها
تسعى الى الحفاظ على حقوقها في البحار التي تطل عليهاء والى المشاركة في صوغ قواعد القانون
البحري: وكسر احتكار الدول المتقدمة والدول البحرية الكبرى لتلك العملية ٠ والواقع» أن المشاركة
الفعلية لبلدان العالم الثالث في صوغ قانون البحار لم تأخذ شكلها الكامل الا في مؤتمر الامم المتحدة
الثالث لقانون البحار الذي استمر طوال عقد السبعينات. اما قبل ذلك؛ في مؤتمر الامم المتحدة لقانون
البحار الذي عقد في جذيف العام .١1554 وكذلك في المؤتمس الثاني العام -157. فلم تكن تلك المشاركة
قائمة على نحو واضحء لأن تكتل بلدان العالم الثالث في آسيا وافريقيا لم يكن قد تبلور بعد(*).
الحقيقة الثانية هي التطور العلمي والتكنولوجي الهائل في ميدان الكشوف والبحوث البحرية
والذي اتاح امكانات هائلة للاستغلال الاقتصادي للبحار حتى اعماق بعيدة وفي اعالي اليحار. لقد
كان هذا التقدم من نصيب الدول المتقدمة والدول البحرية الكبرىء مما ضاعف من امكاناتها
للانتفاع بالبحار والسيطرة على ثرواتها. وكان طبيعياً, ازاء ذلك التقدمء ليس فقط ان تسعى الدول
الكبرى الى تنظيم الاستغلال للبحار في ظل تلك الامكانات الجديدة فيما بينهاء وانماء ايضاً؛ الا
تتجاهل مطالب بلدان العالم الثالث لحماية حقوقها في البحار. خاصة في ظل مبدأ «التراث المشترك
للانسانية» الذي اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة في اعلان المبادىء التي تحكم حوض البحروقاع
المحيط, الصادر في كاتون الاول ( ديسمير) .1517١
في خضم تلك المواجهة الحادة بين بلدان العالم الثالث, من ناحية؛ والبلدان المتقدمة, من ناحية
اخرىء اتخذت الولايات المتحدة اكثر المواقف تشدداً وصرامة؛ مستندة الى امكاناتها العلمية
والتكنولوجية وقدراتها الواسعة في استغلال اعالي البحار حتى اعماق بعيدة» وساعية الى تقليص
سلطات الدول الاخرى على المساحات البحرية الملاصقة لهاء بشكل لا يعرقل حركة الملاحة: والصيد,
والاستغلال الاقتصادي لقاع البحار من جانب الدول المتقدمة التي تقع هي على رأسها.
الذي يعنيناء هناء هى ان اسرائيل وقفتء دائماً. موقف التعاطف والتأييد من الموقف الاميركى,
خاصة في ما يتعلق باستغلال ثروات اعالي البحار. وكانت اسرائيل مع الولايات المتحدة وبلدين آخرين»
هما تركيا وفنزويلا. هي البلدان الاربعة التي اعترضت, في /٠١ 1547/5 على الاتفاقية الجديدة
(في مواجهة ١5١ دولة موافقة, وامتناع ١7 عن التصويت). ان هذا الموقف الاسرائيلي لا يمكن
آمك نشؤُون فلسعطزية العدد ١97 175. تموز/ آب (يوليو/ اغسطس) 19417 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22391 (3 views)