شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 55)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 55)
المحتوى
د. أسامة الغزالي حرب حس-
بعدم التصديق على الاتفاقية الثانية للحد من الاسلحة الذرية والاحتلال السوفياتي لافغانستان. لقد
كان مقتضى حالة الاستقطاب تلك اتجاهها الى مزيد من التعامل مع العالم العريبي. اما العامل الثاني»
فيتمثل في الآثار المتوالية لعقد المعاهدة المصرية ‏ الاسرائيلية» بما ادت اليه من تخفيض احتمالات
تفجر النزاع في شرق البحر المتوسطء ويالتالي تقليل التهديد لأمن القارة الاوروبية. أما العامل الثالث
-وريما الاكثر اهمية », فيتمثل في نجاح دول اورويا الغربية شمال المتوسط في التقليل التدريجي من
اعتمادها الشديد على النقط العربي» مما قللء بالتاليء من المخاطر التي يمكن ان تترتب على انقطاع
امداداته, خاصة مع نجاح الدول الاوروبية في توفير مخزون ن استراتيجي يكفي لمواجهة اي ازمة في
النفط. وفي الوقت عينه: فقد ازداد اعتماد البلاد العربية على الجماعة الاوروبية: وإزدادت وارداتها
منها في الثمانينات, بشكل غير مسبوق7*'). لقد ادت هذه الجوانبء كلهاء الى اضعاف البعد
المتوسطي (الاوروبي - العربي) كعنصر مرجح للكفة العربية في المواجهة ضد أسرائيل. وفي الواقع,
فان ذلك الاتجاه انما يتفق» تماماًء مع الموقف الاسرائيي الذي حررص, دائماً: على ابعاد اورويا
الغربية من التدخلء على اي نحو فعال: في حل النزاع. وفي حين وطدت اسرائيل» باستمراره من
علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الدول الاوروبية» ومع السوق المشتركة عموماًء الا ان تحالقها
الاستراتيجي ظل مع دولة عظمى من خارج اقليم البحر المتوسطء اي الولايات المتحدة الاميركية.
واذ! كان البحر الاحمر لعب تاريخياً وما يزال يلعبء دور قناة الاتصال الرئيسة بين العرب
وافريقياء فان اسرائيل نظرت اليه؛ ايضاً من هذا المنظور. ولذاء كان من الطبيعي أن يكون اقليم
البحر الاحمر هى الساحة الرئيسة للمواجهة العربية ‏ الاسرائيلية حول القارة الافريقية. وبعبارة
محددة, فقد كانت القارة الافريقية» في الاساس.ء ميداناً لبناء الشرعية الدولية لاسرائيل» على نطاق
العالم الثالث: كهدف يسبق المصالح المادية(؟"). وفي حين لم تزد تجارة اسرائيل الخارجية مع القارة
الافريقية طوال الستينات على ‎٠١‏ مليون دولار, فان تمثيلها الدبلوماسي في القارة قفز من ست بعثات
العام ‎195١‏ الى ‎"٠‏ بعثة العام ‎١157١‏ ثم الى 56 بعثة العام 9517/5(:'). واذا كان هذا الوجود
الدبلوماسي لاسرائيل في افريقيا تعرض لانتكاسة شديدة: بدأت ملامحها مع صدور قرار منظمة
الوحدة الافريقية في 9؟ أيار ( مايى ) 1591/7 » متضمناً تحذير اسرائيل بأن رفضها للجلاء عن الاراضي
العريية المحتلة «يعتبر اعتداء على القارة الافريقية وتهديدا لوحدتها». ثم تجسدت في موجة قطع
العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل بحيث شملت. في كانون الاول ( ديسمبر ) 1517/7 اثنين واربعين
دولة0307, فان هذه الانتكاسة لم تؤش في حقيقة الامر. في العلاقات الاقتصادية المتنامية مع بلدان
القارةء من ناحية» ثم انها بدأت في الانقشاعء تدريجياً: من ناحية اخرى. وقد تم هذا الانقشاع بفعل
عوامل عديدة» ريما كان في مقدمها تخبط السياسات العربية: وحدوب فعالية المعونات الاقتصادية.,
وتأثيرات معاهدة السلام المصرية ‏ الاسرائيلية. وكان «مهرجان» عودة علاقات اسرائيل مع زائير
«مويوتى» بل واقامة سفارتها في القدس في العام ‎١15457‏ هويداية التحول الرسمي. ويشكل عام؛ فقد
اعتمدت السياسة الاسرائيلية في افريقيا على تقديم المساعدات الاقتصادية والفنية الفعالة التي دم
المجتمع الاسرائيلي من خلالها كنموذج لمجتمع حديث: ذي سمات اشتراكية: يواجه مجتمعات عربية
متخلفة: ذات نظم حكم اقطاعية وفاشية.
الذى يعنيناء هناء يصرف النظر عن التفاصيل الكثيرة للعلاقات الافريقية ‏ العريية والعربية ‏
الافريقية, هى رصد التوجه الاستراتيجى لاسرائيل في افريقياء فوق ساحة البحر الاحمر. من هذا
المنظور على وجه التحديدء يمكن القول ان هدف هذا التوجه كان الالتفاف حول حوض وادي
تن شيُون فلسطيزية العدد 175 177 تمون/ آب (يوليو/ أغسطس) 1541
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39474 (2 views)