شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 56)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 56)
- المحتوى
-
سس البعد البحري للصراع العربي الاسرائيلي
النيل» ومحاصرة مصر أمنياً. بوجه خاص. ولم يكن من قبيل المصادفة ان الاتفاقيات العسكرية
الامنية» التي عقدتها اسرائيل في الستينات, شملت اثيوبيا واوغندا وزائير وكينيا ورواند! وافريقيا
الوسطى وتشادء فضلاً عن الاتصال بالحركة الانفصالية في جنوب السودان. ومن خلال هذه
الاتفاقيات, مدت اسرائيل ذراعها الطويلة عبر اليحر الاحمر الى مياه النيل, واقامت؛ في اطار هذا
المخططء مطاراً سرياً شمال اوغندا هددت به مصرء بالتلويح باحتمال ضريها للسد العالي من هناك؛ في
اثناء حرب الاستنزاف العام 591955"). من هذا المنظور. راقبت اسرائيل: بقلق: استقلال جيبوتي
العام 21417 وقيام الثورة في اثيوبياء وما لبثت ان نجحت في مد جسور التعاون مع هذه الاخيرة. .
واعلن موبثي دايان في شباط ( قبراير) ١91/8 تصريداً من سويسرا يؤكد فيه ان بلاده تمد
اثيوييا بالسلاح في خلال حريها مع الصومالء مبرراً ذلك بأن اثيوبيا هي الدولة الوحيدة غير العربية
على البحر الاحمر. وهذا الاسلوب للالتفاف من حول حوض النيلء والرغبة المستمرة في أظهار القوة
بالقرب منه, هوذاته الذي وقف وراء تنظيم عملية عنتيبي بالتنسيق مع كينيا والسلطات الفرنسية في
جيبوتي 77 *). وامتدادا لذلك؛ لا يمكن اغقال مساعدة اسرائيل لحسين حبري في تشادء ودخولها الى
جانب جنوب افريقيا وزائير في الحرب ضد الحركة الشعبية لتحرير انغولا العام 111/6: ومساعدة
حركة يوزيتا ضد حكومة انغولا.
في هذا السياق: يمكن فهم رسالة مناحيم بيغن الى السادات (التي نشرت في آب اغسطس
1) والتي تطرقت» لاول مرة؛ الى الوعد المصري يمد مياه النيل عبر «ترعة السلام» الى الذقب» في
الوقت الذي تضمنت فيه الاشارة الى ضرورة تخلي مصر عن مواجهة الدبلوماسية الاسرائيلية في
أفريقيا.
المعنى الثاني للدور الذي يلعبه اقليما البحر المتوسط والبحر الاحمر كميدان للصراع العربي -
الاسرائيلي يتعلق بتنسيق اسرائيل مع القوة الامبريالية الساعية الى الهيمنة على المنطقتين» أي
الولايات المتحدة الاميركية. فالبحر المتوسط ترتبط اهميته الاستراتيجية الفائقة بموقعه الفريد في قلب
العالم بين شواطيء ١ دولة في اورويا وآسيا وافريقياء الامر الذي جعله محلل لصراع دائم بين
الاميراطوريات والدول الكبرى للسيطرة عليه.
والحقيقة الاساسية التي ارتبطت بالبحر المتوسطء منذ النصف الثاني من الستينات, وبالتحديد
يعد العام ,١951/ هي الدور المسيطر للوجود الاميركي فيه؛ ليس» ققطء متمثلاً في الاسطول السادسن
الاميركي الذي يضم ما لا يقل عن ستين قطعة بحرية؛ بدءاً من حاملات الطائرات العملاقة
فالغواصات الحاملة للصواريخ النووية» فكافة انواع السفن الحربية الى سقن التقل والحراسة
والصيانة: وانماء ايضاً؛ في العديد من القواعد والتسهيلات البحرية والعسكرية في غالبية بلدان البحر
المتوسط الامر الذي جعله؛ بلا أي مبالفة: «بهيرة اميركية». والاتحاد السوفياتي؛ من ناحيته,
واستجابة للتحدي الاميركي بالدرجة الاولى؛ عمل على موازنة هذا الوجود الاميركي الكاسح في البحر
المتوسطء بما انطوى عليه ذلك من تغييرات اساسية في طبيعة الاستراتيجية السوفياتية وتوجهاتها
البحرية بشكل خاص. وإقد تزايد الوجود السوفياتي في البحر المتوسط باطراد؛ الى حد التهديد المباشي
للقوة البحرية الاميركية؛ ومع ذلك تظل هذه الاخيرة هي الاكثر تفوقاً . الشيء الجدير بالذكس هناء ان
تلك الموازتة بين القوتين البحريتين, الاميركية والسوفياتية: في البحر المتوسطاء محكومة بأثر التنظيم
القانوني البحري السائد في ترجيح كفة القوة الاميركية. فالوجود البحري السوفياتي في البحر المتوسط
مرهون, الى حد بعيدء بحرية حركة الاسطول السوفياتي من البحر الاسود الى البحر الابيض
العدد 2377-١077 تمون/ آب (يوليى/ اغسطس ) 15177 لشثين فلسطزية ه٠0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22420 (3 views)