شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 79)
- المحتوى
-
د. أبراهيم البحراوي سب
ولقد كان الكتابء على نحو عامء خاضعين لتأثير الاداب الروسية» والالمانية» وبالتالي كانت كل
الاتجاهات التي تظهر في تلك الاداب تنعكس في الفن القصصي العبري. وقد كان من نتيجة كل
هذه العوامل توفر المجال امام المؤلف الادبي لاتباع اي من الاتجاهات المتعددة, طبقاً لميله العقلي
والروحي» بل لاتباع تيارين متعارضين, طبقأ لعمرهء أى نتيجة للتأثيرات الثقافية التي يتعرض لها
في مراحل حياته المختلفة»(؟).
واذا كان هذا الوصف العام لادب مرحلة ما بعد الهسكلاه يظهر اختلافه عن ادب الهسكلاه,
من تعرضه لتيارات مختلفة ووجود اديائه في بيئة مختلفة عن تلك البيئة العقلية المحدوبة التى كان
يعيش فيها ادباء الهسكلاه ويناضلون ضدها في الوقت عينه» فان تحديد خصائص المرحلة الادبية
الجديدة يكشفء بوضوح, عن ان أهم خصائصهاء وهي خاصة العناية بالفرب اليهودي وصراعاته
النفسية الداخلية بين طموحاته الانسانية وكوابته الدينية الموروثة.
يقول واكسمان:
«ان كل ما ذكرناه عن ظروف انتاج هذا الادب يثبت ان تحديد الملامح العامة للفن القصصي
لهذه الفترة انما يمثل مهمة في منتهى الصعوية. ومع هذاء فانه يمكننا ان نحددء على الاقل, ثلاث
خصائص للفن القصصي في هذه المرحلة. وهذه الخصائص هي:
١١ - التأكيد على حياة الفربء اى التعبير عن الذات.
”« غلبة فن القصة القصيرة.
د" - غياب العنصر الوعظيء اى التعليمي.
«وهذه الخصائص هي التي تمثل العلاقة الفاصلة بين الفن القصصي في هذه المرحلة وبينه في
المرحلة السابقة,©).
ونظراً لأن اعمال الاديب فريشمان تتركز في فن القصة القصيرة؛ وتحمل؛ على نحو دقيق» هذه
الخصائص الثلاث التى يصف بها واكسمان ادب المرحلة ككل» فقد يكون من المفيد ان نضيفء هناء
بعض ما يورده واكسمان في تعليله لسيادة هذه الخصائص على ادب المرحلة؛ بقوله:
«في القصص التى كتبت خلال المرحلة الجديدة يجرى التعبير عن ذاتية الفرد. والابطال
الادبيون يمثلون اشخاصاً ذوي شخصيات متميزة وليسوا نماذج يدعو اليها العمل الادبي. فذحن
نلمح في ادب هذه المرحلة محاولات لتصوير حياة فرد معين؛ او حياة مجموعة من الافراد» أو فترات
من هذه الحياة. حقيقة, ان جميع الكتاب لم ينجحوا في تصوير هذه الحياة» او انهم لم يخلقوا اعمال
مبدعة, ولكن المحاولة والتأكيد على حياة الفرد كاناء دائماً موجوبين في اعمال المرحلة.
«ولقد كان هذا التركيز على الفرد هى السبب غير المباشر في غلبة القصة القصيرة.
«وعلى عكس ادباء الهسكلاه الذين كانوا يصوغون ابطالهم على هيئّة نماذجء والذين كانوا
يهتمون باظهار رغبتهم في شحن الحياة اليهودية بالمعارف الدنيوية, وذلك من طريق الاشارة المستمرة,
في اعمالهم الادبية» الى عيوب الحياة في الغيت, فان الكُتّاب المتأخرين جاهدوا في ان يكون عملهم فذياً,
وان يعملوا بصيرتهم السيكولوجية وينفذوا بها خلال النفس البشرية.
«ولهذاء فقد فضلوا القصة القصيرة, حيث الذ يج الادبي اقصر وانسب لاظهار مواهبهم؛
م7 نشوُون فلسطنية العدد 975 17/5: تمون/ آب (يوليى/ اغسملس ) 1541 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)