شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 82)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 82)
- المحتوى
-
ادب فريشمان وصراع النفس اليهودية
وفي معظم الحالات, كانت الشرائح النقسية؛ او الزمنية» التي يختارها موضوعاً لاحد اسكتشاته.
تتعلق بالصراع الدائر في نفس البطل بين العواطف الجياشة والرغبات المتدافعة في مباهج الحياة
وآفاقها الواسعةء من ناحية» وبين التقاليد وميول التدين والارتباط بالعادات الاجتماعية من ناحية
اخرى.
ويشعر قارىء قصص فريشمان انه لم يكن يعاني في اختيار ابطاله. فالايحاء بواقعية الحدث
الذي يحلله فريشمان يكون, عادة؛ من الوضوح بحيث يدرك القارىء انه يقرأ عن اشخاص طبيعيين
يعانون المأساة الخالدة في حياة اليهود» منذ بدأ صراعهم مع نصوص الشريعة الموسوية التي حاولت
فصلهم عن حياة البشر المحيطين بهم والامتناع عن التزاوج معهم اى التأثن بثقافاتهم وبياناتهم
وعاداتهم المعيشية.
ويمكننا أن نمينء في اعماله الكاملة التي تضم اشعاره وترجماته من الاداب الاوروبية
بالاضاقة الى 3 4 القصيرة: بين مجموعتين رئيستين من اسكتشاته. من حيث الدافع. في
المجموعة الاولى: يبدى الدافع الذي يحرك خطوط الصراع المأساوي لدى ابطالها كامناً في خيبة
الامل النفسية والقيمية التي يعانيها الآباء اليهود في الغيتى نتيجة لارتداد اطقالهم وابنائهم عن
النسق الديني والاجتماعي الذي ينشاون عليه هناك؛ ونتيجة لاستسلامهم لجاذبية اغراء العالم
الواسع خلف الاسوار فيندفعون الى احضانه يحاولون اشباع اشواقهم الى الحياة المليئة بالمتعة
والمباهج والاضواء.
ومن هذه المجموعة نختار ثلاثة من الاسكتشات اى القصص لنتبين من خلال مضامينها طبيعة
هذا الصراع المأساوي بين احلام الصغار وموروثاتهم الدينية التي يرمز اليها اباؤهم وامهاتهم. وهذه
القصص هي :دفي يوم عيد الففران»: و «صلاة الموتى», و «تلاوة عيد شفوعوت». اما المجموعة
الثانية, فيبدى الدافع المحرك لنوع الصراع فيها كامناً في الموروث الديني والاجتماعي القادر على شل
النفس البشرية واصابة رغباتها وشهواتها بالاحباط او تحويلها الى مجلبة للندم وتدمير الذات» اذا ما
فرضت نقسها وخرجت الى مجال التحقيق. ومن هذه المجموعة تختار ثلاثاً من القصص لتمثيل
المجموعة وطبيعة ما تقدمه من اشكال للصراع. وهذه القصص هي: «الرجل وغليونة», ى «صندوق
الحاخام مثير صاحب المعجزات»؛ و «حكم الشرع»(8) ١
المجموعة الاولى
«قْ يوم عيد الغفران»: تدور الحبكة في القصة الاولى حول حادثة مأساوية في حياة ارملة يهودية
اسمها ساره تعيش في الغيتو وتتوافق مع قوانينه وتعاليم الحياة الدينية فيهء وتفرغ حياتها لتربية
ابنتها الوحيدة؛ غير ان الابنة تجتذبها اضواء الحياة الواسعة وتدفعها موهبتها الصوتية الى هجر
الغيتى والالتحاق بفرقة غنائية شهيرة. وبعد مرور وقت طويل على هروب الفتاة, يتصادف ان تشاهدها
الام في احدى ليالي عيد الغفران وهي تؤدي غناءها باعتبارها مطربة شهيرة. ولم يكن امام الام الارملة
من اختيار. فلقد غلبها موروثها الديني» وانقضت على ابنتهاء التي انتهكت قوانين الديانة اليهودية
بالغناء في ليلة عيد الغقران» لتقتلها بسكين. وتقدم الام الى المحاكمة ويصدر الحكم ببراءتها تقديراً
لدافعها الديني في قتل ابنتها. غير ان الام التي تنجى من العقاب الخارجي تسقط في دوامة عقاب
الذات: فتصاب بالخبل وتهيم على وجهها في الطرقات بلا هدف.
تبدأ النقطة الاولى في القصة بوصف المسرح المكاني للحدث على نحو موجز. فالام والابنة
العدد 117/7 -17/5ء تموز/ آب (يوليو/ اغ ) 117 ليون فللزية 243 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)