شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 114)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 114)
- المحتوى
-
سبل العلاقات الاسرائيلية السوفياتية...
وعلاقاتها مع العالم العربي؛ ودولياًء في مدى انعكاسه على التنافس مع واشنطن في المنطقة؛ وريماء ايضاًء على
مجمل العلاقات بين الشرق والغرب بوجه عام. ومع ذلك يقوّم البعض التطورات الاخيرة في العلاقات الاسرائيلية
السوفياتية بأنها تأتي على خلفية من المواقف والاتجاهات السوفياتية العامة حيال المنطقة, وبأنها مؤشر الى
تغير واضح في الاسلوب والتوجه التكتيكي للدبلوماسية السوفياتية. وفي هذا المضمار. يمكن الاشارة الى مايلي:
© لم تتميز المواقف السوفياتية؛ في السنوات الاخيرة, بالمبادرات السياسية حيال النزاع العربي -
الاسرائيلي اى بمظاهر الاستعجال وممارسة الضغوط لتحريك الوضع؛ واقتصرت على الطرح السوفياتي الداعي
الى عقد مؤتمر دولي لحل النزاع: تشارك فيه الاطراف ال معنية كافة.
والحقيقة, ان محدوديات العمل السوفياتية في ظروف السلم العادية, بالمقارنة مع الولايات المتحدة, تعكس
الاختلاف في طبيعة العلاقات التي تربط ما بين الدولتين الاعظم ومختلف اطراف النزاع في المنطقة. ففي الوقت
الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة علاقات متشعبة ومتعددة الجانب؛ سياسية وعسكرية واقتصادية: مع اكثردول
المنطقة تكاد تقتصر العلاقات العربية السوفياتية؛ في الغالب» على الجانب العسكري التسليحيء وعلى
احتمالات الدعم السوفياتي لبعض القوى المركزية في وقت الحرب. ١
وبسياق الاحداث في المنطقة, في السنوات الماضية؛ يشير الى ان الولايات المتحدة قد نجحت في تثبيت نفوذها
وفرض ارادتها في الشرق الاوسطء وبالتالي تثبيت دعائم التحرك المستقل والانفراد بكل ما يتعلق بمسارات
التسوية السياسية بين العرب واسرائيل؛ في حين لا يزال الاتحاد السوفياتي بعيداً من تحقيق التمائل مع الولايات
المتحدة في هذا المجال. وهكذاء فان السياسة الاميركية قامت على عزل السوفيات وابعادهم عن اي حل على صعيد
النزاع العربي الاسرائيلي.
وفي خلل الهيمنة الاميركية على «عملية السلام», يبدى ان الاتحاد السوفياتي غير قادر, على الارجح؛ على
القيام بدور فعال في هذا المجال في الوقت الراهن على الاقلء الا من خلال المشاركة مع الولايات المتحدة؛ وهذا
يعني أن الامر منوط بتحسن العلاقات الاستراتيجية السياسية الشاملة بين الدولتين الاعظم.
ومن وجهة النظر الاميركية؛ ليس هنالك في الشرق الاوسط ما قد يدعو الى قيام تعاون اميركي سوفياتي
خاصء بمعزل عن معطيات المجابهة العا لمية مع الاتحاد السوفياتي. في خلل هذا الوضع, بدا وكأن موسكو تفضل
التريث والانتظار بغية تعزيز مواقعها وفتح المجال لتحسين حرية المناورة السوفياتية مع مختلف اطراف النزاع»
اقليمياً ودولي وريما ارادت» ايضاًء اعطاء بعض الاطراف العربية» التي كانت تلوح بالورقة الاميركية: فرصة
اختبار هذه الورقة الى ان يثبت فشلهاء ثم تختار هي لحظة وظروف العودة لتعزيز نفوذها واصلاح الخلل الراهن
في التوازن مع الولايات المتحدة (د. علي الدين هلالء «تحديات الأمن القومي العربي في العقد القادم»
(الدستور , عمان, 5/99 /1943).
© ان المساعي التي يبذلها الاتحاد السوفياتي لتوسيع الخيارات السوفياتية في الشرق الاوسطء ولتوطيد
أواصر العلاقات مع دول «محافظة» ومع دول «راديكالية» على حد سواء, بمعنى البحث عن اصدقاء جدد: من
خلال الحفاظ على الشركاء الحاليين, ربما تعكس تغيراً في التكتيك السياسيء ولا تعكس, بالضرورة تحولا في
الاهداف السوفياتية.
واشارت رئيسة معهد داروين للدراسات السوفياتية الى أن هد هذه التوجهات تتفق مع التعيينات التي ادخلها
ميخائيل غورباتشيوف بالنسبة الى الشرق الاوسطء واهمها تعيين يفغيني بريماكوف, الذي عمل رئيساً لمعهد
الدراسات الشرقية, ثم رئيساً لمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية؛ وتعيين كيرن بروتنتسء نائب رئيس
الدائرة الدولية للجنة المركزية لمؤتمر الحزب (سكيراه حودشيت, العدد 3 15841/11/70).
ويؤيد هدان الخبيران في شؤون العالم الثالث والشرق الاوسط السياسة التي تقوم على أساس قدر اكبرمن
الواقعية, وقدر اقل من الايدويولوجية وتطالب باقامة علاقات مع دول رأسمالية في العالم الثالث .
العدد ؟/17١ -177, تمون/ آب (يوليى/ اغسطس ) 14107 هؤُون فلسطزية 11 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)