شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 124)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 124)
المحتوى
سم ... من أين يجيء النقد ؟ وأين يذهب
وفي اعتقادنا ان هذا كله تم نتيجة لشعور معظم الاطراف المعنية, أن لم يكن كلهاء بأن الطريق أمامها باتت
مسدودة (ولا نعني بالطيع ان الطريق بالمطلق هي المسدودة: بل ان الطرق التي اختطتها منظمات المقاومة, كل
لنقسها هي التي باتت كذلك) وان حمى النشاط المفاجىء هذه ليست الا من قبيل اثيات “ نحن هنا ' » ولذلك
يبدو أنه لن يمر وقت طويل الا وتعود الاوضاع الى ما كانت عليه؛ وكأنه لم تكن هنالك ' حوارات ' ولا ' وحدة '
ولا يحزئون» (ص 0).
نسأل: هل ما حدث هى فعلاً, بلا فائدة بل ضارء كما يقول الكاتب ؟ أغلب الظن ان ما توقعه جريس من
عودة سريعة للامور الى ما كانت عليه ليس أكثر من أمنية ورغبة شخصية. واذا كانت الاشياء مقمطة
بنواميسهاء: كما يقول الاقدمون» فان مقالة جريس «الراهنة» «مقمطة», هي الاخرىء بمقالتين سابقتين
وضعهما الكاتب في مرحلة سابقة كان عنوانهما الرئيس بمثابة حكمة جريس وقوله المأثور, ؛ وشعني بذلك تقديس
الانقسام وشرح فوائده والدعوة اليهء باعتباره خلاصاً مما أسماه وحدة الشلل. وحتى لا نظلم الكاتبء فائنا
نستعير فقرة أرادها لشرح مقصده: ولكن نستعيرها من أجل شرح مقصدنا نحن شاكرين له؛ سلفاء هذا الفضل.
كتب جريس: «ويبدى كأن سنوات الانشقاق والقطيعة المنصرمة كانت دون فائدة من هذه الناحية. فلقد كان في
الامكان, مثلاًء اعتماد أساليب أخرئ أكثر تطوراً لادارة العمل الفلسطيني مثل ' حكومة ' ى ' معارضة ' او
طريقة اتخاذ القرارات ت بالاكشرية ضمن الاطر الجبهوية. ولكن بدلا من ذلك؛ يظهر جلياً ان الحديث حول
' التوحيد ' ى ' الوحدة الوطنية ' والاصطفاف (اصطلاح جديد ؟) الوطني يدور كله ومن قيل الجميعء حول
العودة الى نظام فلسطيني يسمى تجاوزاً ' ثورة ' وأساليب وانماط عمل لا تختلف كثيراً عن تلك التي عهدناها
في الماضي وثبتت قلة نجاعتها» (ص /8-1)-
هذا التوصيف لواقع فصائل المقاومة ومنظمة التحرير الفلسطينية يحمل لغة الهجاء وينتمي الى عالمه له اكثر
مما يحمل لغة التشخيص التي تنطلق عادة من همّ الرغبة في تجاوز النواقص وسد التغرات, اذ أنها اذ تشير
الخللء تنطلق» أساساً وقبل أي شيء آخر, من امكانية المعالجة, والافان الذهاب عا 0
في بحر الخراب المتلاطم, اذا كان الربان نفسه لا يرغب في رؤية الشاطىء أصلاً, ولا يستطيع. وازاء هذه المفاهيم
للعمل الوطنيء نقدرء ببساطة؛ ان نؤكد للكاتب ان الامور سوف تسير الى وراء كما يتوقع؛ أذ ان مفهوم العمل
الوطني الفلسطيني لدى جريس؛ بصيغته المثالية, هو ذلك المفهوم القائم على وجود «حكومة» و «معارضة»». أي»
بكلام آخر, فان الكاتب ينطلق في بحثه عن مثاله الصائب من أحقية ما في استبعاد الآخر. الذي يشكل وجوده
ومشاركته في صنع القرار «كارثة» لا تحمد عقباهاء ويمكن» بل ومن الضروري. تداركها. مثل هذه الدعوة ليست
جديدة على واقع ساحتنا الفلسطينية» وإن يكن الكاتبء هناء يتمتع بدرجة عالية من الصراحة (أن لم نقل
القجاجة) التي تدفعه الى هجاء الواقع الذي سلَّم بقبول غير «الحكوميين» في «حكومة» الثورة؛ الأمر الذي سوف
تترتب عليه جملة من المصائب والنكسات التي سوف تحل بالشعب الفلسطيني وتدمر نضاله الراهن» وريما
المستقبي, جراء هذا التشارك وتلك التعددية؛ وجراء قبول «الحكوميين» باعتماد صيغة العمل المشترك. تلك التى
يرى قيها جريس أصل الداء ومصدر كل الشرور.
ولآن الامور مقمطة ينواميسهاء كما أسلفناء فان من حق الكاتب علينا (وكذلك من حق القارىء قبله) ان
نعلن دهشتنا واستغرابنا لهذه الصحوة النقدية المفاجئة التى هبطت على جريس غداة انعقاد الدورة الاخيرة
للمجلس الوطني الفلسطيني وبعد أن انتهت مظاهر الانقسام. ومن حقناء أذ نعلن دهشتناء ان تسأل الكاتب:
هل كان واقع العمل الوطني القلسطيني على غير ما هو الآن يوم توقيع اتفاق ‎1940/1/1١‏ بين منظمة التحرير
الفلسطينية والاردن ملا ؟ أيضاً: ألم تكن مؤسسات م.ت.ف. تعيش المواصفات التي أطلقها الكاتب في توصيفه
لها؟ لماذاء اذأ كان جريس راضياً. كل الرضىء عن واقع الحال ؟ وناذا لم يكتب بمثل هذه الجرأة في هجاء أساليب
العمل الوطني وفي وصف خراب المؤسسات الفلسطينية ؟
نقول هذا وقد هالتنا المقارنة بين الطمأنينة الشاملة التى نطقت بها كلمات الكاتب في مقالتيه السابقتين:
وبين الفجيعة الكاملة التي تعلنها سطور مقالته الراهنة. لا تجد صعوية تذكر في البحث عن سببء والكاتب
العدد ‎١77‏ 17/5 تمون/ آب (يوليى/ اغسطس ) ‎١1417‏ شْيُون فلسطفية 1
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)