شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 128)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 128)
- المحتوى
-
حب ... من أين يجيء النقد ؟ وأين يذهب ؟
.أن الدعوة الى تسخيف فكرة المؤتمر الراهن وفي ظل الواقع الحالي نفسه لن تنتجء في تقديرتاء تحريراً
كاملا وناجزاً لفلسطين (وهى على كل حال ما لا يدعى أليه الكاتب اطلاقاً)» بل سوف يدفع عرية الجهد السياسيء
والدبلوماسي؛ الفلسطيني نحو سكة واحدةء وحيدة» هي المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. كيف يمكن لمنظمة
التحرير الفلسطينية: وهي تواجه صخرة الرفض الاميركي الاسرائيلي (بل والعربي في غالبية التعداد) أن تسبح
وحيدة في محيطات العالم؛ وأن تتخلىء بارادتهاء عن تأييد الاصدقاء ودعمهم, لا لشىء, الا لآن جريس رأى أن
أحوال الاتحاد السوفياتي أسوأ من أحوال منظمة التحرير الفلسطينية. ويبدى ان الكاتب في واد آخر, اذ هو حين
يريد أن يعلن موقفه من الاتحاد السوفياتي يفعل ذلك بعد مداورة طويلة يوزع فيها الاتهامات بالارهاب الفكري
على الآخرين الذين هم دائماًء مستيسرون: «وعادة اذا شئت قول ما قد لا يعجب المستيسرين عن الاتحاد
السوفياتي انقضوا عليك لمنعك من الاستمرار في تلك ' الهرطقة ' أو لمنعك من الكلام اطلاقاً. وقبل ان يقوموا
بذلك هذه المرة أيضاً ويحاولوا منعنا من الكلام سوف نحاول قول ما لديناء (ص ١؟). والقارىء يدهش اذ يقرأ
هذه الكلمات. قالكاتب يتخيل (أى هو بالاصح يريدنا ان نتخيل) حراساً وهميين يقمعونه كل مرة ويمنعونه من
قول آرائه علماً بأن القاصي والداني يعرفان ان جريس كتب دائماً ما يريد؛ بل المدهش حقاً أن «المستيسرين»
الذين يخافهم جريس ويدعونا الى استتكار ارهابهم؛ هم, بالضبطء من عجزوا عن نشر آرائهم في الرد على اقكار
جريسء وليس العكس. ولماذا تذهب بعيداً . ان موضوعة جريس الاساسية بخصوص الموقف السوفياتي من
منطقة الشرق الاوسط (نظلرية يالطا) قيلت, وبالافواه الملآنة؛ ليس على صفحات الجرائد فقطء بل وفي المجالس
الوطنية الفلسطينية المتعاقبة. أما وان هذه المجالس لم تأخذ بهاء فهذاء في تقديرناء ليس ذنب «المستيسرين» بل
هو (ودون ان يغضب جريس) تعبير عن موقف جماعي فلسطيني يؤمن بصحة التحالف مع الصديق الدولي
الكبير للشعب الفلسطيني وقائدة نضاله منظلمة التحرير الفلسطينية. أما القول بأن الدور السوفياتي (حسب
نظرية يالطا السايقة) «ثانوي وغير حاسم؛ وإن يسمح له غربياً» فهو قول يدعونا نحن الى السؤال: لماذا هذا
الايمان الراسخ بالقدرة الاميركية التي تفرض ما تشاءء وتقرر ما هو مسموح وما هو غير مسموح ؟ وأذا كانت
الامور على هذا النحو كما يقول الكاتب الا يحق لنا أن نفهم ان المطلوب هو الايمان بأن مفاتيح الحل هي في
يد اميركا. ليس هذا فحسبء بل أن السوفيات لا يستطيعون حضور هذا المؤتمر الدولي إلا اذا حصلوا على
«تأشيرة اسرائيلية ينبغي ان تكون أيضاً مدفوعة الرسوم. واسرائيل تعلن صراحة وعلى الملأء انها لن تحضر أي
مؤتمر دولي مع السوفيات إلا إذا وافقوا على اعادة العلاقات الدبلوماسية معهاء وكذلك وهذا هو الاخطر سمحوا
باستثناف هجرة اليهود السوفيات اليها» (ص ١؟). آما نحن الفلسطينيين» منظمة تحرير وقيادة» فان جريس
يرى, متيقتاً منذ الآن' أننا سوف ندفع الاتحاد السوفياتي الى الموافقة على شروط اسرائيل. وكتب في هذا الصدد:
«واستطراداً يمكن الافتراض, أيضاًء انه عند ارتفاع حرارة الاعداد لعقد ذلك المؤتمر الميمون لن يتردد
الفلسطينيون في الايعاز لحلفائهم السوفيات؛ ولو همساء أو سكوتاًء بالاستجابة لبعض الطلبات الاسرائيلية, لكي
يسهل ذلك عقد المؤتمر/ المهم. وتكون النتيجة ان تحصل اسرائيل على ما تبغيه لقاء تكرمها بالموافقة على حضور
المؤتمر الذي قد لا يسفر عن نتيجة تذكن» (ص .)5١
سيناريو كامل يرسمه جريس لما سوف يحدث. واللافت, في هذا السيناريى ان خطوطهء وأبعاده ومسارات
حركة القوى فيه محكومة, تماماًء بموازين القوى الراهنة؛ وبالادق مشدودة بأمراس غليظة للارادة الاميركية
الاسرائيلية المطلقة وخير المرشحة, أبدأء لأي تغير او تحول. آية قدرية اوضح من هذا؟ أي أيمان أكثر من هذا
يقول بأن رغبات الاعداء هي أحكام نافذة لا محالة ؟ ان الانطلاق من قدرية الاعداء لا يقضي الا الى ممر وأحدء
وحيدء الا وهو ضرورة التكيف مع هذا الراهن الاميركي والتعاطي معهء وهى أبعد ما يكون عن رفضه والدعوة الى
تغييره» ما دام هذا التغيير غير وارد ولا ممكن» كما قدم الكاتب.
على ان الكاتب لا يكتفي بذلكء بل واستطراداً في تأكيد نهائية احكامه ووجهات نظرهء يعمدء في الفقرة
اللاحقة. الى القول: «وعلى سييل التذكير, أيضباً » نشبر إلى أن الاتحاد السوفياتي كان سمح في مطلع السبعينات
بهجرة سرية للآلاف من اليهود السوفيات (وليس الى اميركا مثلاً) الذين كانوا يشحنون اليها من طريق
العدد 177 175+ تمون/ آب (يوليو/ اغسطس ) ١541/ شثون فلسطزية /1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10207 (4 views)