شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 129)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 129)
المحتوى
راسم المدهون
فييناء وذلك لكي يضمن سكوت الكونغرس الاميركيء الذي اشترط ذلك عن صفقات القمح الاميركية ومنح
الاتحاد السوفياتي مركز الدولة الافضل رعاية في التجارة مع الولايات المتحدة» (ص ‎09١-٠١‏
أما كيف يمكن ان نعتبر هذا حقيقة واقعة, فهو ما لا يقوله جريس أبدأً» ولا يسنده بأي دليل؛ علماً بأن
الدوائر الاسرائيلية والاميركية كافة, لا تبدى متفقة مع جريس في ادعائه. بل ان أحوال اليهود السوفيات الذين
وصلوا الى الولايات المتحدة الاميركية (وليس الى اسرائيل)» ومن طريق فييناء تتعاكس مع هذا الادعاء تماماً؛ كما
اننا نود ان نذكر فقط ان اليهود السوفيات الذين غادروا بلادهم؛ سواء الى الولايات المتحدة آم الى اسراكيل»
غادروا بموجب قانون الهجرة المعمول به في الاتحاد السوفياتي» والذي يخضع له المواطنون كافة وعلى اختلاف
أديانهم» ولم يغادروا بموجب اتفاقات مزعومة» بحت أصوات رؤساء الحكومات الاسرائيلية وهم ينادون بعقدها.
وفي هذا المجال, كثيرة هي الأقاويل التي ذهبت؛ قبل بضعة شهور الى حد نشر اتفاقات كاملة مزعومة في الصحف
العربية بين السوفيات واسرائيل..ذهب بعضها الى حد اعتبار عودة العلاقات الدبلوماسية بين الدول الاشتراكية
واسرائيل مسألة وقتء بل مسالة أيام معدودة, ليس الا. ومع هذاء فقد خرج الناطقون الرسميون في الدول
الاشتراكية (وبضمنها الاتحاد السوفياتي) بتصريحات وضعت حداً نهائياً لكل تلك الشائعات العربية.
على ان أشد ما في مقالة جريس من طرافة (تقولها دون قصد التشهير اى الاستخفاف, بل لشعورنا بأنها
الكلمة الملائمة تمامأ) هي تلك الوصفة الجاهزة التي لخصها الكاتب في عدد من المطالب؛ والتي يرى ان تحقيقها
كفيل باقالة عثار منقامة التحرير الفلسطينية واصلاح أمورهاء بما يجعلها قادرة على تحقيق أهدافهاء من مثل:
اعتماد هيئة الحوار, انشاء مجلس خدمة مدنية؛ استحد اث مجلس حربي وأنشاء وكالة فلسطينية (على طريقة
الوكالة اليهودية مثلاً) ثم وهذا هو المهمء الدعوة الى انشاء «احزاب سياسية فلسطينية لتأدية الادوار التي
يفترض ان تؤديها مثل هذه الاحزاب» (ص ١؟).‏ اما ممن يطلب جريس تشكيل هذه الاحزاب (التي لم يفصح
عن هويتها)؛ قلا أحد يدري. لماذا لا يقوم هو بتشكيل حزب جديد ؟ وكاذا يفترض ان هناك من سوف يمنع تشكيل
هذه الاحزاب ؟ بل للاذا يفترض أن هذه الاحزاب غير موجودة أصلا ؟ واستطراداً في الاسئلة. سوف نسأل
أيضاً: لماذ! الافتراض ان تشكيل حزب حقيقي يمتلك مبررات الوجود الحقيقية سوف يخضع لرغبة؛ أو ممانعة,
أي طرف فلسطيني كان, اذا استطاع هذا الحزب ان يثبت اقدامه على الساحة وان يجمع من حوله المؤيدين
والانصار ؟
لا نريد ان نأخذ هذه الدعوة بسذاجة. بل سوف تحاول أن نفهمها في سياق مقالة جريس. سوف نزعمء
مستندين الى ما جاء في مقالته, ان الكاتب يدعو الى نفض اليد مما هى قائم . نفضها تماماً؛ وتحكيم من يسميهم
بالمستقلين في مسار عملنا السياسي. وهو افتراض سارع جريس الى تأكيده لنا: «فالقرار هناك» اول واخيراً.
منظماتي الطعم والرائحة واللون؛ وهى. بصفته تلك, لم يصل مرة الى المستوى المفترض أن يصل اليه. وباعتبار
أن حركة المقاومة قد بلغت رشدها بعد ان تجاوزتء منذ مدةء سن الثامنة عشرة واتضح انها ليست * فلتة '
قليس هناك ما يدعى الى الأمل ان تتغير ذهنيتها أو تصبح على غير ما هي عليه؛ مع تقدمها في السنء ويالتالي
سوف ييقى الأداء الفلسطيني بأسره على المستوى ذاته؛ أي غير كاف» (ص ‎.)7١‏
‏أما الخاتمة الأشد خطورة (والتي نعتقد بأنها زبدة مقالة الكاتب): فهي: «وليس من السهل بالطيع ان
تعرف سلقاًء ماذا يمكن ان تكون ردود الفعل المنظماتية على نشاط كهذاء باعتباره أنه قد يمس ' احتكارها '
للعمل السياسي الفلسطيني. ولى توخينا المصلحة العامة لا يفترض أن تكون هنالك اعتراضات جدية؛ أن أن رفد
الحركة الوطنية بقوى اضافية أخرى, ذات ' نكهات ' مختلفة لن يؤديء في نهاية الأمر, الا الى توسيع قاعدة
تلك الحركة وتنشيطها. ولكن حتى لى كانت هناك اعتراضاتء فلا ينبغي ان يؤبه لهاء ويمكنء على كل حال:
تجاهلها. فامكانات العمل على الساحة الفلسطينية لا تزال واسعة للغاية: وكذلك طليقة؛: وليس من السهل
احتواؤها. . ويحتى لى ادت تلك الاعتراضات الى ' قتال' فلا ينبغي التردد في خوضه. فقد بات واضحاً للغاية إن
' الممتل الشرعي الوحيد ' بتركيبته الحالية بابعادها كافة, البشرية والتنظيمية والادارية والفكرية وغيرهاء غير قادر
على التعامل مع القضية الفلسطينية بنوا يها كافة؛ ولا يستطيع أن يقدم أكثر مما قدم حتى الآن»
18 شوُون فلسطيزية العدد ‎١77‏ - 207/7 تمون/آب (يوليو/ اغسطس) 194417
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)