شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 17)
- المحتوى
-
عواد الاسطل سم
مزاولة اعمالها). ويمكن النظر الى هذه الانتخابات كاحدى المحاولات الاسرائيلية للمجيء بمجالس
تمثيلية مطواعة؛ تنقاد لمشيئة الاحتلال وتنفيذ مخططاته: ولتطبيق مفهوم الحكم الاداري الذاتيء
الذي هو صلب السياسة الاحتوائية في تلك الفترة. فقد وردت فكرة أجراء مثل هذه الانتخابات كاحدى
مراحل تنفيذ أول مشروع اسرائيلي للحكم الذاتيء كان طرحه دان بافلي في تموز ( يوليى) 21575
الذي كان يشغل منصب مستشار الحاكم العسكري الاقتصادي في الضفة الغربية. وربط بافلي بين
نجاح مشروعه؛ وبين حدوث بعض التغيرات في المنطقة. ولعله من المفيد الاشارة الى ان العام 151١
شهد العديد من هذه التغيرات, مثل ضرب المقاومة في الاردن» وايقاف حرب الاستنزاف» وموت جمال
عبد الناصر('), اضافة الى ذلك؛ فان اجراء الانتخابات يتماشى مع سياسة الحكم العسكري
الاسرائيلي «مجعل الحياة المدنية لسكان المناطق المحتلة طبيعية» حتى ضمن اطار النزاع العربي -
الاسرائيي...
بعد محاولات من جس النبضء أصدر قائد الضفة الغربية؛ اللواء رافائيل قارديء قراراً» بتاريخ
لفن » باجراء انتخابات المجالس البلدية قبل نهاية نيسان (ايريل) ١91/7 ('") ثم أصدر
قراراً آخر باجرائها على مرحلتين: الاولى في «السامرة» (منطقة نابلسء» وفيها تسع بلديات) في
4 ووالثانية في «يهودا» (منطقة الخليلء وفيها ١4 بلدية): حسب القانون الاردني
للبلديات لعام :.١56 والذي يمنح حق الاقتراع للبالغين 7١ عاماً ويدفعون ضرائب بلدية لا تقل عن
دينار اردني (متة ليرة اسرائيلية آنذاك)9").
عملت السلطات الاسرائيلية على انجاح الانتخابات بالسيل كافة؛ ابتداء من اطلاق اشاعة ان
كل شخص يحق له الانتخاب سوف يحرم من امتيازات التنقل بين الضفتين وغير ذلك» اذا مالم تحمل
هويته توقيعاً يقر بأنه قد اشترك في الانتخابات: مروراً باطلاق التهديدات بأن ضابطاً اسرائيلياً سوف
يعين من قبل سلطات الاحتلال لادارة شؤون كل مدينة:؛ او بلدة, تقاطع الانتخابات» وانتهاء بالضغط
على رئيس بلدية نابلس انذاكء الحاج معزوز المصريء لدفعه الى ترشيح نقسه(؛؟").
لاشك في ان انتخابات العام 14175 البلدية» ونتائجهاء صبت في اطار السياسة الاحتوائية
الاسرائيلية. فهي» ومن خلال الاشتراك فيهاء حققت الهدف الاسرائيلي من تطبيع الحياة السياسية,
اى على الاقل اظهار الوضع للرأي العام بأنه طبيعي؛ ومن جانب آخرء ادت نتائج الانتخابات الى
استمرار القيادات «التقليدية» في احتلال معظم المجالس البلدية» بمفهومها القديم للعلاقة بين السلطة
والشعبء ومن ثم حققت اسرائيل هدفهاء ويدقة, في الفصل «بين دور القيادات المحلية الممثلة
بالمؤسسة البلدية على وجه العموم في مجال العمل المحليء وبين دورها على صعيد العمل السياسي»(*),
فظلت تلعب الدور الاول بما «يفسجم مع السياسة الاسرائيلية... وخاصة في الضفة الغربية..., غير
ان محافظة اسرائيل على كافة العلاقات الطبقية التى كانت سائدة: وابقائها المؤسسات البلدية
والتجارية... قائمة؛ وحدهاء دون غيرها من المؤسسات؛ ليس الا كمقدمة طبيعية لاعطاء هذه
المؤسسات صفة سياسية واعتمادها كقيادة» لتوقيع صلح معهاء حال نضوج الظروف [المحققة]
للشروط الاسرائيلية» (1"). ولكن حرب تشرين الاول ( اكتوبر ) ١9377 جاءت لتقلب الاوضاع رأساً
على عقب.
ثانياً: الاحتواء السياسي ف قطاع غزة
لم توجد في قطاع غزة قيادات «تقليدية» تترأس المجالس البلدية المحلية. كما هى الحال في
1 شزين فلسطنية العدد ,١7٠ - ١74 أيلول/ تشرين الأول (سبتمير/ اكتوير) 15417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10405 (4 views)