شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 47)
- المحتوى
-
بوسف حدّاد
الذي قامت عليه اسرائيل.
ازدواجية وانحيان
لاحظنا ان المرحلة الهرتسلية لم تحقق الاماني الصهيونية في حياة هرتسل. وبعد وفاته, اصبح
التوجه الصهيوني محصوراً بما عرف بالاتجاه العملي السياسي الهادف الى التسلل الاستيطاني
لفرض الامر الواقع.
وقد قدر لهذا الاتجاه؛ الذي تزعمه حاييم وأيزمان» ان يلعب دوراً في الاطاحة بالسلطان العثماني
عبد الحميد, وان يكون فاعلاٌ في توجهات النظام الجديدء بما يخدم المصالح الصهيونية. وجاءعت
الحرب العالمية الاولى» فكانت اتفاقية حسين مكماهون؛ ثم اتفاقية سايكس - بيكى ممهدتين
لاصدار وعد بلفور؛ ثم عقد مؤتمر سان ريمو وأصدر صصك الانتداب» تتويجاً لاخراج الحلم الصهيوني
الى الوجود.
والحقيقة الصارخة التي لا تقبل الجدل هي ان قيادة الشريف حسين بن علي» التي رضيت
بالتنازل تلى التنازل؛ تتحمل مسؤولية كبيرة في نجاح الحركة الصهيونية في تحقيق اهدافها؛ وذلك
بقبوله بالتفسير البريطاني المخادع لاتفاقية سايكس - بيكو وبقبول نجله فيصل بتفسيرات وعد بلفور,
ثم ترحيبه بهء خلاقاً للمعارضة الشعبية الواعية داخل فلسطين وفي محيطها.
والواقع» لقد تباينت التفسيرات ووجهات النظر حول الدوافع المحددة التي دفعت بريطانيا الى
اعطاء الوعد للصهيونيين. فبعض المحللين رأى ان الدواقع السياسية التي حفزت بريطانيا على
اصداره كانت قائمة على رغبة بريطانيا «في استمالة العناصر الصهيونية القوية في المانيا والتمسا
خاصة, وفي سائر انحاء العالم عامة؛ واستجلاب عطف يهود أميركا وقت لم تكن الولايات المتحدة قد
قررت فيه خوض الحرب الى جانب الحلفاء. وقد يكون اهم من هذاء ما ارتآه انصار التصريح من أنه
يؤدي الى جعل فلسطين» المتاخمة لقناة السويسء منطقة نفوذ لبريطانيا تحمي مركزها في مص
وتضمن الاتصال البري بالشرق؛ وتقيم سداً بين موقعها في قناة السويس وموقع فرنسا المقبل في
سورياء ثم ان وعد بلفور يمهد السبيل امام بريطانيا للمطالبة بأن تكون فلسطين من حصتهاء حتى
تتمكن من تنفيذ وعد بلفوس,(؛”).
ورأى كاتب آخر ان تدهور وضع الحلفاء العسكريء ورغبة بريطانيا في دقع الولايات الولايات
المتحدة الى دخول الحرب الى جانب الحتفاء. كان احد الاسباب» بحيث يلعب أليهود, بنفوذهم داخل
الولايات المتحدة: دوراً مؤثراً في جر الولايات المتحدة لمناصرة الحلفاء عسكرياً. هذا من ناحية ؛ ومن
ناحية ثانية, التخوف البريطاتي من استمالة الالمان للحركة الصهيونية بتقديم وعد بالوطن القومي
يستبقون به بريطانيا؛ ثم من ناحية ثالثة, تخوف بريطانيا من انضمام اليهود في روسيا الى الحزب
البلشفي الذي كان ينادي بخروج روسيا من الحربء وبذلك يتحول يهوب روسيا نحى الحركة
الصهيونية؛ ناهيك عن تعاطف لويد جورج» رئيس وزراء بريطانياء ووزير خارجيته؛ يلفورء مع الحركة
الصهيونية» تحت وطأة الميول الدينية والمصالع الامبريالية(**).
ويشارك كاتب ثالث في أن الحافز لاعطاء الوعد انما كان كسب يهوب العالم لتأييد الحلفاء في
الحربء والتخوف من استباق المانيا ياعطاء وعد. واستجلاب الولايات المتحدة الى جانب الحلقفاء؛ بعد
تردي وضعهم العسكري(".
كع لثؤون فلسطزية العدد ,.١70 ١74 أيلول /تشرين الأول (سبتمير/ اكتوير) 15417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39299 (2 views)