شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 53)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 53)
المحتوى
يوسف حدّاد
يهودية تسيطر على العرب»(57)
وجاءت الاحداث لاحقاً لتؤكد حقيقتين: الاولى تكتيك الصياغة الغامضة للوعدء بغية عدم اثارة
حلفاء بريطانيا العرب وقت الحربء ويذلك تمر خدعتها دون كبير ضجة؛ والثانية التحايل في التفسير
خوفاً من العواقبء. مع مماشاة سياسة تهويد فلسطين مرحلياً.
كما ثاى الجدل بشأن العبارة المتعلقة بحماية الحقوق المدنية والدينية للفئات غير اليهودية.
«ونصح تشرشل العرب بالتمسك يها لحماية كيانهم . وحولها نشا ما عرف باسم تساوي الالتزامات,
اي الالتزام بتشجيع الوطن القومي اليهودي والالتزام بحماية العرب»(24).
ومن الواضح استحالة هذا التساوي. فانشاء الوطن القومي اليهودي هى التمهيد لقيام دولة
اسرائيل» كما فهمه الصهيونيون وعملوا على تحقيقه, بمساندة بريطانيا؛ وحماية العرب تعني الغاء
وعد بلقورء وهذا غير وارد د بريطانياً . ونستدل من تصريح تشرشل انه اراد اللعب على الالفاظ وذر الرماد
في عيون العرب ليس الا. . والظاهر ان بريطانيا كانت على تفاهم ضمني مع اليهود في تلك الفترة» بغية
عدم اثارة السكان الفلسطينيين. فلقد ذهب سوكولوف الى أن عبارة «وطن قومي» لا تعني اقامة
دولة (80),
وتماشت السياسة البريطانية؛ والصهيوينة؛ في اوائل العشرينات من هذا القرن؛ في اعتماد
التضليلء بنفي الرغبة في اقامة دولة يهوبية في فلسطين . فتارة تصدر تصاريح بريطانية بهذا المعنى»
وتارة تصاريح صهيونية. كل ذلك على سبيل المكر والخداع. فالوعد, في حد ذاته؛ يحمل ازدواجية غير
قابلة للتحقيق الا من جانب واحدء والجانب الذي ارادته بريطانيا هى الوطن القومي اليهودي الذي هى
التمهيد لقيام الدولة اليهودية: وهذا ما جرى عند تطبيق الاتتداب.
ملاحظات
يمكننا تسجيل العديد من الملاحظات حول هذا الوعد غير القانوني والذي ان دل على شيء فانما
يدل على أمرين: مطامع بريطانيا الامبريالية المتوافقة مع الحركة الصهيوتية, والخداع والتمويه اللذان
اعتمدا في النص والتطبيق.
ان الوعد ليس .التزاماً دولياً . وهى مجرد عطفء وامنية؛ وتشجيعء من جانب واحد. ولم تكن
فلسطين يومأ ما ارضاً بريطانية لتهبها لليهود . ولا كانت من املاكها عند اصدار الوعد المشؤوم قبل
أن يحتل اللنبي القدس. فبريطانيا وعدت بما ليس لها فيه حق لمن ليس لهم حق. والوعد وجهه بلفور
الى روتشيلد» وهى في ذلك يكون وجهه الى شخص يهودي عادي لم يكن ذا صفة دولية. من هناء لا
يمكن اعتبار الوعد وثيقة دولية» وعبارة «الوطن القومي» غامضة ولا تفيد بمعنى محدداً في القانون
الدولي. وهذه العبارة اصطلاح اخترعه الصهيونيون للتضليل وتبنته بريطانيا؛ واليهود» بالتالي؛ ليسوا
ام + لها خصائص الامم لتجعل منهم ذوي قومية واحدة. انهم ينتمون الى دين» ويعودون الى عروق
مختلفة وليس لهم, بالتالي» تاريخ مديد متواصل في بلد من البلدان.
وفي الوعد اشتراط بعدم الحاق الضرر بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية عند قيام
الوطن القومي اليهوديء علماً بأن اليهود أقلية في فلسطين آنذاك؛ وقد جعل الوعد من الأقلية اصلا؛
وكذلك تجاهل الواقع السكاني القومي» فأشار اليه بالطوائف غير اليهودية» وكأن هذه الطوائف ليست
اصيلة. ‎٠‏ وليست شعباً مرتبطاً بأرضه وبقوميته ويتاريخه
ردن شئون فلسطية العدد ‎١76 ١14‏ آيلول/تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوير) /1541
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36172 (2 views)