شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 81)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 81)
المحتوى
د. ابراهيم البحراوي سا
الموقف ووضع ابيه موضع الذبيحء لتنتهي القصيدة بصرخة تضيف لمسة سيريالية اكيدة الى
القصيدةء حيث يحاول الصبي ان ينفي الحلم بكليته. حيث أنه لم يتحمل فكرة قلب الموقف التوراتي
ووضع ابيه موضع الذبيح انقاذاً لنفسه من الذبح. أي أنه لم يتحمل ان يكون ضحية بذاته؛ ا ان
يكون ابوه ضحية افتداء له. وفي محاولته الصراخ؛ يستيقظ فاتحاً عينيه عنوة, ليتخلص من الكابوس
بكليته» ليجد يده اليمنى وقد نضب فيها الدم: اي فقدت حيويتها.
ريما كان مثل هذه الشطر الاخير في القصيدة هو الذي حمل استاذاً مثل عزرا سيشائدلر الى
اعتبار صور جلبواع لافية في بعض الاحيان. فالعبارة العبرية في هذا الشطر الاخير تفيد بمعنيين:
اما ان يد الحالم اليمنى كانت فارغة من الدم؛ اي بقع الدم؛ او انها قد قرغت من الدم الذي اتسحب
منها؛ وكلاهما يبدى, لاول وهلة؛ منقطع الصلة بصورة القصيدة.
لكننا نرى؛ في كل من المعنيين, ختاماً متصلاٌ بسائر صور القصيدة. فلو اخذنا المعنى الاول
للشطرء الذي يفيد بأن الحالم قد وجد يده خالية من بقع الدم؛ لكان هذا بمثابة اضافة شعورية لتيار
الحلم اللاشعوري الذي كان يتوقع الحالم؛ من خلاله, ان يصحوى قيجد المذبحة على يدهء سواء اكان
الذبيح اباه أى هو نفسه. ومن ثم يكون هذا المعتى ختاماً مؤكداً لرغبة الحالم في التأكيد ان الحلم لم
يكن سوى حلم, وانه لم يترك اثراً فعلياً في حياته الواعية. وان اخذنا المعنى الثاني الذي يفيد بان
الحالم قد وجد يده مفرغة من الدمء لكان هذا ختاماً متصالٌ: كذلك؛ ببناء الصور في القصيدة: حيث
يفيد بشدة الارهاق الذي عاناه الحالم في حلمه المفزع حتى خارت قواهء التي يرمز اليها باليد اليمنى,
التى تدلء عادة: على معنى القوة في الانسان.
ومن الواضح ان جلبواع يتبع التعاليم السيريالية في براعة» من حيث أطلاق الصور الانسيابية
من مستوى اللاشعور مع التحكم في توجيهها لتؤدي معنى كلياً.
كتب اندريه بريتونء صاحب السييالية؛ في كتابه «مانيفستى السيريالية»» وهى يبين مغزى
التداعي الطليق للصور اللاشعورية عند الشاعر السيريالي: «في هذه الصور تتقارب الحقائق البعيدة.
وبهذا التقارب تتوزع المشاعر حتى تترك المرء في شبه حلمء ولكن من وراء هذا التوزع تبدى وحدة
الفكر المتفرقة ؤراء الصور المادية الحسية المتواردة على فكرة واحدة».
ويمكننا ان تكتشفء عبر هذا المنشور السيريالي, براعة جلبواع. قهى استخدم المهارات
السيريالية ليواصل خدمة الايديولوجية الصهيونية. فما هذا الحلم» وما هذا التدفق اللاشعوري
البادي في القصيدة السابقة, الا عزفاً على نفس الموضوعة المترددة في الشعر العبري علي نحو من
الفجاجة الخطابية» وهي موضوعة التضحية باسحق في الرواية التوراتية واستخدامها رمزأ لعمليات
الاضطهاد ضد اليهودء بل وافتعال استخدامها في تأكيد مقولة العداء الغريزي ضد اليهود (معاداة
السامية) وتطبيقاتها الشعرية السخيفة.معنى وصورة: على ظواهر المقاومة العربية للاحتلال
الصهيوني. ولقد ظهرت هذه الموضوعة مرات عدة في قصائد اخرى. ولعله يكون من المقيد لبيان رأينا
أن نسوق مثلاً على هذا الاستخدام:
«اللهم الابناء فارحم... والآباء قأرحم..
«وضع نهاية لتقديم أسحق
«ذبيحة وقريانا...»
١م‏ دون فلسطزية العدد ‎,١76 ١4‏ ايلول/تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوبر) 15417
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36178 (2 views)