شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 123)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175 (ص 123)
- المحتوى
-
يزيه خلف ح-
م.ت.ف. مجدداً في عمان ؟ ولاذا تحمل المخاطر من خلال رفض المقترحات الاميركية والاسرائيلية والاصرار على
اشراك م.ت.ف. في العملية «السلمية» ؟ وان تعود الدوافع الاردنية» من جهة, الى الاسباب التاريخية
الديمغرافية والجغرافية؛ المعروفة ومن جهة اخرى الى الخوف من مشروع أريئيل شارون وغيره لتحويل الايدن
ألى وطن فلسطيني بديل» فان ثمة عاملاً يدفع العرش, ايضاً د نحو الصراع والمجابهة مع م.ت.ف ٠ ويذكر المؤلف
التخوف الاردني من قيام الفدائيين بطرح انفسهم كمركز ولاء بديل للعرشء وتعبئتهم لفلسطينيي الضفة
الشرقية, واثارتهم للنزاع المسلح مع اسرائيل؛ وهي اعتبارات دائمة؛ تقوى وتضعف حسب الظرف الخارجي.
يطرح سحلية ان الظرف الخارجي قد اقنع القيادة الاردنية, العام 1947: بضرورة زيادة دور بلدهم
الاقليمي؛ على عكس الموقف الحذر السايق» وذلك بهدف توب المبادرة وتحويلها عن الاردن قبل ان يبادر الآخرون
على حسابه. ولم تكف مقترحات ريغان الاحتياج الاردني؛ مما دفع العرش نحو التعاون مع م.ت.ف. لكن لم تكن
المنظمة قادرة على حسم امورها دون تهديد وحدتها في ذلك الوقت. فاذ! كانت دوافع القيادة الفلسطينية لفتح
وتطوير الحوار مع الاردن - خصوصا الرغية بمنع الاردن من الاشتراك بمسار سياسي يعزل المنظمة: والبحث
عن مأوى ومصدر قوة يعوض عن فقدان لبنان والتعرض الى الضغط السوري تشجعها على تعميق الاتفاق
السيامي» فون عوامل تصلب المعارضة الد اخلية وزيادة التهديدات السورية عملت بعكس ذلك الاتجاه. وقد تلقت
القيادة الفلسطينية تحذيرات واضحة في شكل المؤتمر الذي عقدته ليبيا لاطراف «الرفض» الفلسطيني والتشكيك
السوري العلني في شرعية قيادة ياسر عرفات للمنظمة, كما تعرض الملك حسين لضغوط اولئك من أعوانه ومواطنيه
الذين عارضوا استرجاع الضفة الغربية واحياء الحوار مع م.ت.ف. بسبب رفضهم احتمال استيعاب المزيد من
الفلسطينيين او تولي المسؤولية عن الضفة واهلها.
الا ان ما جمد الاتصالات الاردنية الفلسطينية لفترة طويلة وعرقلها كان انفجار الخلاف الد أخلي في «فتح»
وذلهور حركة تمردية بقيادة بعض ضباطها ومسؤوليهاء في وقت تصاعد الصراع مع النظام السوري. وقد منع
خوف القيادة الفلسطينية من هذا التطور تحديداً تقدم الحوار الاردني الفلسطيني اصل. وحين حصل بالفعل»
انشغلت تلك القيادة بصراعها من اجل البقاء. ويتناول سحلية خلفية انشقاق «فتح» والدور السوري فيه
ومحاولات الوساطة العربية» لما حمل من اهمية قصوى لمصير م.ت.ف. في فصله السادس حول «الانشقاق
في ' فتح ' والهوة بينها وبين سوريا».
كما في الفصول السابقة, يبدا المؤلف باستعراض خلفية النزاعات داخل «فتع», مسترجعاً الى الذاكرة
الصراعات الفكرية والتنظيمية التي اعقبت الخروج من الاردن العام 1979 , ثم الجدال الحاد حول جدوى
الدبلوماسية والعمل العسكري في اعقاب حرب العام ١91/1 وطرح مشروع مؤتمر جنيف الدولي. وتجسد الصراع
الداخلي في المواقف المتناقضة تجاه دخول قوات الطوارىء الدولية الى جنوب لبنان العام 161 وحالة الهدئة
التي سعت م.ت.ف. الى تحقيقها هناك حتى العام 1947 اذ بدا تبلور محاور واضحة د اخل «فتح» تحالف
بعضها مع محإور اخرى أو مع تنظيمات فلسطينية اخرى, حتى مع سوريا. وقد جاءت العوامل التي وحدت
المعارضين لقيادة م.ت.ف. والتي اعطت لهم الفرصة لتنفيذ حركة انشقاقية تحت شعارات مقبولة تسبياً لدى
قطاع أوسع من القاعدة الفلسطيذية» في فترة مأ يعد حربي » حين فشلت قيادة م.ت.ف. في تقويم تجربة
عشر سنوات في لبنان وفي محاسبة الكوادر والعناصى وحين لجأت الى وجوه ورموز غير مقبولة قاعدياً في التعيينات
العسكرية والتنظيمية. صحيح ان سحلية لا يملك الخلفية ليقدم تقويماً خاصاً لصدق ومصداقية المعارضين -
بل ان كثيراً من قيادييهم ومحرضيهم الرئيسين متهم التهم ذاتها التي يطرحها لكنه يقدم صورة واقعية لطبيعة
الخلافات والموازين.
يظهر سحلية, ايضاًء كفاءة عالية في سرد الوقائع المتتالية» السياسية والميدانية: خلال العام 1947: تراكم
وتفاقم الخلاف مع سوريا؛ ردود الفعل الفلسطينية ومحاولات التوسط؛ المساعي العربية؛ حرب طرابلسء فيقدم
نصا يحتوي على بيانات ومواقف سياسية للعديد من الاطرافء دون ان يتحول الى سرد ممل للوثائق» او الى رواية
قصصية خالية من العمق والتحليل. فهو يقوم, اول الادعاءات المتناقضة حول حجم الدور السوريء أى
1 هون فلسطزية العدد ١75 ١75 أيلول/تشرين الأول (سبتمبر/ اكتوبر) /1941 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 174-175
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)