شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 5)
- المحتوى
-
يزيد صايغ سل
العلني بالكفاح المسلحء واعلانها المسؤولية عن الهجمات العسكرية على الاهداف الاسرائيلية فى
الارض المحتلة. يضاف الى ذلك أن الاحوال السياسية لمنظمة التحرير في تحسن تدريجي حالياً,
بالمقارنة مع وضعها خلال النصف الثاني من العام 15/47 ؛ ويعود الفضل في ذلك. جزئياً الى نجاحها
في اعادة وحماية قاعدتها العسكرية في لبنان. الا ان كل ماسبق لا يعنى ان الخيار العسكرى شكل
الوسيلة النضالية الناجعة الوحيدة: أى حتى انه كان السبب الرئيس في بقاء م.ت.ف. قائمة, وي
تجدد حيويتها.
اما على المستوى الثاني من التحليل؛ فان الضابط الفدائي يثير قضايا الهوية والشرعية في
السياسة الفلسطينية. فقد لعب العمل العسكري دوراً مركزياً في احياء الهوية الفلسطينية منذ العام
5 وفي تعزيز شرعية القيادة الفلسطينية لدى شعبها المشتت. وأعاد النضال المسلح شعور عزة
النفس والكرامة ووعي الوجود الذاتي الى الفلسطينيين مهما كانت اتجاهاتهم وقناعاتهم؛ وكرّس
وجودهم السياسي (مقابل الوجود كلاجئين) في الخارطة العلمية. الا ان هذا الاساس لاعادة تأكيد
وفرض الذات أي العمل العسكري يجد نفسه في تناقض مع الاهداف المتحولة والنمط المتغير
لنشاط م.ت.ف. وليس فقط مع قيود الدبلوماسية الدولية التي تتطلب وقفء أو على الاقل تهميش,
الكفاح المسلح . وكأن كلمات الضابطء تشير, من غير قصد, الى ان الكفاح المسلح ضروري للحصول
على المكاسب الجغرافية:» وان لم يكن كذلك. فسوف يظل ضرورياً لتبرير وجوب م.ت.ف. في نظر
الفلسطينيين: حتى لو هدّد نجاح الدبلوماسية الفلسطينية.
ازاء هذه الاعتبارات المتضاربة؛ ينبغي طرح السؤال حول الدور الذي يلعبه النشاط العسكري,
الآن» في تحديد الهوية والشرعية الفلسطيذيتين وفي التأثير في استراتيجية م.ت.ف. وهل ظهرت أسس
جديدة للهوية والشرعية على الساحة الفلسطينية خلال عقدي السبعينات والثمانينات ؟ ان الاجابة
تتمثل في امكان توسيع هامش المناورة للقيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة. استناداً الى رصيدها
السياسيى والمؤّسسيء, وليس العسكري فحسب. ويجدر التأكيد» هناء بايجازء ان حقيقة العمل
العسكري ضد اسرائيل مازال يتسم بالاهمية كمؤشر على العزيمة الفلسطينية لدى الحكومات '
الاسرائيلية والغربية» لكنه لم يعد عاملاً حاسماً في شؤون المنظمة الداخلية . فعلى الرغم من ان الكفاح
المسلح مازال يشكل وسيلة لتحقيق غاية خارجية ٠ الا انه تراجع كعنصر عضوي في التركيب السياسي
والنفسي الفلسطينيء وصار ثمة اساس لاستراتيجية فلسطينية جديدة , مختلفة » لتحقيق تقر
المصير كما تعرفه م.ءت.ف.
كيف حداثت هذه ذه التحولات : كيف حصل التلور التدريجي ف موقع العمل العسكري وفي الدور
تطور الفكر العسكري الفلسطيني: 616 ألتك١ا
ان ظاهرة النضال المسلح الفلسطيني التي انطلقت في منتصف الستينات لم تكن جديدة: بل
اتبعت تقليداً ابتدأ ابّان ثورة 1177 -1575: وتواصل خلال حرب فلسطين ١95/١541 وتجرية
«الفدائيين» في النصف الاول من الخمسينات. غير ان سمتين رئيستين تميزان حركة المقاومة
الفلسطينية المعاصرة عن سايقتها. الاولىء ان الحركة المعاصرة, اضطرت,. كلياً تقر يباء الى العمل دون
قواعد اساسية داخل حدود فلسطينء, ودفع التشتت الشديد للفلسطينيين في المنفى حركة
3 لشُوُون فلسطزية العدد ١7 177, تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمير) 114177 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39468 (2 views)