شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 6)
- المحتوى
-
ل الهوية والشرعية في السياسة الفلسطينية...
المقاومة الى ضرورة معالجة قيود وكوابح سياسية وآمنية اضافية؛ علاوة على الضوابط الجسدية
الواضحة والهامة على النشاط العسكري ؛ والثانية ان الحركة المعاصرة تمتعت بنضج أكثر. وينجاح
اكبر, في بلورة وصوغ الاستراتيجية السياسية والعسكرية من سابقاتهاء نتيجة واقع وتعقيدات حالة
المنفى والشتات خارج الوطن.
لقد انعكس اختلاف الظروف المحيطة برسم الاستراتيجية: بين الستينات والعقوب اللاحقة,
أيضاء في اختلاف ترتيب الاولويات المباشرة. فقد تمثل الهم الاولء والباكر. للتنظيمات الفدائّية
الناشكة في اوائل الستينات وخصوصا لدى «فتح» و (ما اصبح العام )١111 الجيهة الشعبية
لتحرير فلسطين بأطرافها في استعادة الهوية الفلسطينية وفي اعادة الروابط واللحمة 0
المنفى المبعثرين . وتجحسدت تلك الاولوية بالدعوة الى تشكيل المنظمات الفلسطينية المستقلة التي تقد
على تولي المبادرة في اطلاق العمليات المسلحة ضد اسرائيل: بمعزل عن الدول العربية وييدو أل الاثر
النفسي الميجومن العمل المسلح كان الغالب منذ البداية» مقارنة بالاعتيارات محض العسكرية والفنية
للنضال ضد اسرائيل . وقد عير عن ذلك صلاح خلف (أبو اياد) في كتايه «فلسطيني بلا هوية»,
بالقول: «أردنا تنفيذ عملية ملفتة تستوقف انتياه الاسرائيليين والفلسطينيين والانظمة العربية والرأي
العام العالمي».
وتحقيقاً لهذه الغاية» تبنْت «فتح» المفهوم الكوبي ل «البؤرة» الغوارية اى العصابية «فوكى»,
بحيث يقوم عدد صغير من الفدائيين بتقديم مثال من «الدعاية المسلحة» التي من شأنها ان تحرّض
الفلسطينيين وتحثهم على النشاط. وبالاضافة الى النتائج العملية المباشرة لهذا العملء فان المفهوم,
بحد ذاته؛ يرمي الى ابراز مسآلتين: الاولى تتمثل في ادنر «التحريري» للعنف الثوري»: وهو مأخوذ
مباشرة من المفكر الكاريبي فرانز فانون والثورة الجزائرية؛ اما الثانية فتتمثل في استراتيجية عسكرية
«توريطية»: طالما وصفت باستراتيجية «التفجير المتسلسل». وقد ارتكزت هذه النظرية» التي حملها
بعض مؤسسي «فتح» على توقع ان تؤدي سلسلة من العمليات الفدائية الصغيرة ضد اسرائيل الى
خلق اندفاع متراكم يعبىء»: بدوره: عدداً متنامياً من الفلسطينيين, على ان تنشاً دائرة من الفعل
الفلسطيني وردة الفعل الاسرائيلي والرد العربي؛ تتصاعد حتى اندلاع الحرب الشاملة. وقد أثار هذا
المفهوم, في حينهء جد ال وكانت نواة الجبهة الشعبية تعارضه؛ على الرغم من تأييدها لمبدأ الكفاح
المسلح, اذ فضّلت التنسيق مع الانظمة الحاكمة العربية «التقدمية» والتحضير. جدياًء للمعركة. ثم
برز دليل اضافء في العام 1575: على أهمية الجدال الدائر بالنسبة الى السياسة الفلسطينية
الداخلية» ويالتالي على اهمية النشاط المسلح كعامل تعبئة ومصدر شرعية؛ اذ قام مؤتمر القمة العربي
الثاني باقرار انشاء جيش التحرير الفلسطيني بامرة م.ت.ف. في ايلول ( سبتمبر ) من ذلك العام.
وقد خلق هذا الاجراء تخوفاً لدى «فتح» من المنافسة التي سوف تبديها منظمة عسكرية أخرى
خاضعة للدول العربية ومتمتعة بشرعيتها الرسمية» فعاجلت الى المبادآة بالعمليات العسكرية في كانون
الثاني ( يناير) 1575 وقبل الموعد الاصلي الذي توقعه قادتها.
لكن الهزيمة الساحقة التي حلّت بالجيوش العربية النظامية في حزيران ( يونيو) ١171 أنهت
الآمال الفلسطينية المعلقة على تحقيق التحرير الكامل لفلسطين من خلال القوة التقليدية العربية؛ كما
قرّضت الهزيمة موقف اولِتّك الفلسطينيين الذين انضموا الى مختلف الاحزاب السياسية العربية» أو
ايدوا عبد الناصروى «البعث» في الخمسينات والستينات . والاهم من ذلك؛ ان المهزلة المعنوية والجسدية
للدول العربية خلقت فراغاً. سارعت التنظيمات الفدائية الى ملئه. فقد دفعت تلك التنظيمات
العدد 175 /77١ء تشرين الثاني / كانون الأول (توقمبر/ ديسمبر ) 154177 لَتُوُون فلسحيزية 0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39471 (2 views)