شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 7)
- المحتوى
-
يزيد صايغ سب
المتات من رجالهاء وكميات هامة من الاسلحة والمؤنء الى المناطق المحتلة حديثاً. في الشهور القليلة
التي تلت الحربء على امل اقامة القواعد الغوارية المتنقلة ومناطق الاسناد (القواعد الارتكازية) خلف
الخطوط الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولعله يصح اعتبار هذه التجربة محاولة لتكرار
خبرة ثورة 1577 - 15793., من خلال تشكيل الدوريات المطاردة وتنظيم انتفاضة شعبية مسلحة.
وبذلك. جسدت المحاولة انتقال من القيمة الرمزية الى القيمة الفعلية للنشاط العسكري في التفكير
الفلسطيني. الا ان الاستراتيجية العسكرية والامنية الاسرائيلية المضادة هزمت تجرية «القواعد
الارتكازية» بسرعة: مما اضطر حركة المقاومة الى نقل مركز ثقلهاء مجدداً, الى تأسيس قاعدة جغرافية
خارج فلسطين هذه المرة» في الاردن وسوريا وليتان.
كثيراً ما تغيب الآهمية الحاسمة لهذه الحقبة في الادبيات الغربية» وحتى العربية, التي تتناول
تاريخ المقاومة الفلسطينية. بل وتكاد ان تغيب هذه التجربة بحجمها الحقيقي؛ عن الوعي
الفلسطيني على الرغم من وقعها الشامل على محتوى واتجاه الفكر الاستراتيجي الفلسطيني برمّته.
فالمصطلحات التي ظهرت ما بين 1975 -15717: مثل «حرب العصابات» و «الحرب الشعبية», باتت
هي السائدة بعد حرب الايام الستة» وساد معها مفهوم الاعتماد على الذات والمشاركة الجماهيرية في
العمليتين» السياسية والعسكرية. ويذلك انتقلت التنظيمات الفدائية؛ عملياً. من فكرة فانون عن الاثر
«المنظف» للعنف على النفسية المضطهدة: الى شعار ماوتسي تونغ بأن «السلطة السياسية تنيع من
فوّهة البندقية». غير ان الهزيمة المبكرة لاستراتيجية القواعد الارتكازية في الضفة الغربية أدت الى
تضاؤل الآمال الجادة لدى القادة الفلسطينيين في ان الخيار العسكري المستقل يكفي لسحق
اسرائيل وتحرير فلسطينء وذلك على الرغم من مظاهر النمو الكمي الهائل لحركة المقاومة في فترة «شهر
العسل» في 15748 .1917١
لعله لم يتم التوصلء في تلك الحقية: الى مثل هذا الاستنتاج بهذه الدرجة من الوضوح والتحديد.
لكن الحقبة تلك فسّرتء الى حد بعيدء التباين الواسع في السياسات المتبعة من قبل «التنظيمات
المتطرفة» (سواء «أيسارية » كانت ام تابعة للبعثين السوري والعراقي) و «فتح» حيال العلاقة
بالسلطات الاردنية؛ اذ طالبت التنظيمات المتطرفة بقلب العرش الهاشميء ونادى آخرون بالتعايش.
أي ان الادراك أن الخيار العسكري كان يعاني من كوابح ضمنية اساسية قد عدّل موقف «فتح»
ودفعها نحو التمهل والترويء مقابل بعض التنظيمات الاخرىء التي رأت أن قوتها المتفرغة
والجماهيرية تتنامى» فاقتنعت بحيوية تجربتها السياسية والعسكرية ويامكان تحدي خارطة التجزكة
والحماية الغربية الاسرائيلية لها . غير انه يلاحظ ان شعور «فتح» بوجود حالة جمود استراتيجى
لم يمنعها من زيادة المبادرة العسكرية» من خلال فتح الجبهات الجديدة عبر الحدود السورية
واللينانية وتصعيد العمليات ضد اسرائيل. فقد ظلت قيادة «فتح» تبحث في السيل لايجاد مصادر
أخرى للقوة والنفوذ الفلسطينيين؛ تجسّد وتحفظ وتطور الانجازات السابقة
نقصد القولء مما تقدم؛ ان تصعيد الكفاح المسلح في فترة ١17١ - ١174 اي بعد هزيمة
القواعد الارتكازية وتشديد القبضة الاسرائيلية على منطقة الحدود هدف, في الدرجة الاولى: تحقيق
اثر نفسي معنوي. وقد دل على ذلك اصرار بعض القادة العسكريين عل تنفيذ معد لات مرتفعة جداً عت
الدوريات القتالية؛ مهما كانت طبيعتها وجدواها ونتائجهاء واصدار البلاغات المضخمة, على الرغم من
تضاؤل العائدات الفعلية .
اذن» تبلور. تدريجاً: نمط صبغ العمل العسكري الفلسطيني برمّته منذ ١574 تقريباً: سارعت
1 شوُون فلسطزية العدد ١77 - 177, تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمبر) ١9417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39471 (2 views)