شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 8)
المحتوى
الهوية والشرعية في السياسة الفلسطينية...
القيادة الفلسطينية الرئيسة الى التكيف مع الاوضاع المتغيرة والى استغلال الفرص الجديدة: لكنها
اتكلت ‎٠‏ بالمقدار ذاته» على الوقع السياسي والنفسي لعملهاء اكثر مما على النتائج المادية, كي تؤثر في
سير الاحداث الاقليمية.
جاءت نقطة التحول في مسار تطور التفكير العسكري والسياسضي الفلسطيني مع الحرب التي
وقعت في الاردن في ‎111٠١‏ -11171. فحركة المقاومة الفلسطينية خسرت في تلك الحرب عدداً كبيراً من
رجالهاء بين قتلى وجرحى ومغادرين: خلال النزاع الذي دام عشرة شهور؛ غير ان الاهم من ذلك انها
فقدت القاعدة البشرية والجغرافية الطبيعية الفضلى لخوض الحرب ضد اسرائيل. ومع ان خسارة
«فتس» في الرجال كانت كبيرة من الناحية العددية» الا ان خسارة التنظيمات الأخرىء من الناحية
النسبية, كانت اكبر بكثير, بالاضافة الى ان الشعارات السياسية التي رفعتها هذه التنظيمات فقدت
مصداقيتها. ومع ان الجميع ظلوا ملتزمين» رسمياً. مبدأ الكفاح المسلح, لكن الشعارات المرافقة
الخاصة بحرب العصابات وحرب الشعب تم التخلي عنها . وهنا ينبغي التوضيح ان المقصود ليس
الادعاء يأن طرازاً خاصاً لحرب الشعب الفلسطيني ضد اسرائيل لم يتبلورء بل ان مقهوما محدداً
لتلك الحرب تضمن مجموعة من الفرضيات المتعلقة بالواقع السياسي والاجتماعي الاسرائّيليء
والعربيء وبالموازين الاقليمية؛ هو الذي علا وهبط خلال الاعوام 15717 - 151/1.
المرحلة الانتقالية, ‎١510/١‏ _ "لالحا
يجدر التمهل قليلاٌ عند هذه النقطة. من اجل تقويم مغازي العمل المسلح للهوية والشرعية
الفلسطينيتين خلال العام ‎.١1117/١‏ لم يكن العمل خلال المرحلة الاولى التي شهدت أوج العمل الفدائي
وقمة في عدد العلميات العسكرية فعّالاً اوكفواً جداً بالمعايير الفنية الجامدة, الا ان حقيقة ذلك النشاط
المسلح, المثابر العنيدء الذي رفض ان يتوقفء أو يزولء على الرغم من الخسائر, والنجاح في اعادة
التشكيل في المنفى الجديد هي التي عززت استعادة الفلسطينيين لهويتهم؛ واكدت وجودهم الدولي.
وكرست حركة المقاومة الفلسطينية اطاراً يجسد تلك الهوية ويمثلها لدى الاسرة الدولية.
في الواقع» لقد واكب النجاح الجوهري هذا تحوّل آخر لم يقل عنه اهمية. فلقد اشارت تجربة
حركة المقاومة, فيما بين ‎١174‏ و 1970 الى تضعضع الشكل التنظيمي الذي نفذهاء اي الى حركة
مؤلفة من مجموعة فضفاضة من التنظيمات الفدائية المنفصلة» وأشارء استطراداً» الى تطور نحو
مفهوم جديد لاقى التعبير التنظيمي في جسم جديد هو منظمة التحرير الفلسطينية.
ينبغي» هناء التوقف عند اطارين للعمل الفلسطينيء هما م.ت .ف. وحركة المقاومة؛ اذ ثمة فروقات
رمزية وعملية هامة بالنسبة الى اي مناقشة للهوية والشرعية الفلسطينيتين. لقد كانت م.ت.ف. تمثل
الشرعية السياسية على النحو الذي اقره النظام الاقليمي العربيءفي عقد الستينات. وبصفتها تلك لم
تقدم سوى الحد الادنى من المساهمة في تطور الهوية الفلسطينية: وبالتاليء لم تكتسب الشرعية
الشعبيةالكاملة؛ في حين مثلت حركة المقاومة النزوع المكافحء القاعدي المعتمد على الذات والخارج
عن الاطر «القانونية». وعلى ذلك: يمكن القول ان الاطار الاول قدم «الكيان» الفلسطيني» بينما جسّد
الثانى الهوية الفلسطينية.
ومما ساعد في تعزيز مكانة حركة المقاومة: فلسطينياً. ان الاداء السيىء للدول العربية في حرب
العام ‎١1717‏ أضعف مكانة م.ت.ف. بسبب ارتباط رصيدها برصيد الانظمة «التقدمية»» مما اتاح
للتنظيمات الفدائيةء اخيراً: ان تنضوي في اطار م.ت.ف. ومن ثم ان تسيطر عليها في
العدد 1177 ‎,١77-‏ تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمبر ) ) 1541 لشيُون فلسطيزية 7
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36178 (2 views)