شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 10)
- المحتوى
-
ل الهوية والشرعية في السياسة الفلسطينية...
حققتها م.ت.ف. اتيح لهذه الاخيرة الاشتراك في العملية الدبلوماسية » عبر الانضمام الى النظام
الاقليمي العربي»: كشريك وليس كمأمورء مما يؤمن لها الدعم والحماية» في مقابل قبولها بالشرعية
السياسية والاخلاقية والتاريخية لذلك النظام الاقليمي.
وبناء على ذلك؛ اعتمدت استراتيجية م.ت.ف. منذ منتصف السيعينات. على تعيئة ما يكفى من
التأييد الدولي للحصول على مطالبها الجغرافية «المخفضة»» باقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية
وقطاع غزة. ووظفت المنظمة مجموعة من الوسائئل لانجاح هذه الاستراتيجية» ابرزهقا الدعم المادي
والدبلوماسي العربيء وتعبئكة الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال الاسرائيي؛ ثم المؤسسات
السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية التي اقامتها م.ت.ف. للوصل ا بين مجالات
النشاط المتنوعة: د اخلياً وخارجياً. وان خدمت تلك المؤسسات حاجات الأسرة الفلسطينية المبعثرة» من
ناحية, عملت؛ من ناحية أخرىء على توفير القوة للمنظمة؛ وعلى اظهار النضج الوطني الفلسطيني.
رافق هذا النموتحول في العمل المسلح الفلسطينى ؛ فالى جانب استمرار العمليات السرّية داخل
الارض المحتلة. انشغلت القوات الفلسطينية بفعل الهجمات الاسرائيلية والتهديد الانعزالي
اللبناني» بالترتيبات الدفاعية في لبنان» منذ العام ١117 فصاعداً» وانهمك المقاتلون الفلسطينيون في
الدفاع عن «الدولة » الكائنة في طور التكوين في لبنان وفي تثبيت مظهر م.ت .ف. كعنصر «دولي» قادر
ومسؤول. ودلٌ ذلكء عملياً» على انتقال المواقف من اعتبار العمل العسكري شكلا وحيداً شاملا
للنضال الفلسطيني الى استخد امه شكلاًٌ واحداً من بين اشكال نضالية وادوات سياسية عدة.
وفي ضوء هذا الواقع الجديدء شهدت الاهداف العليا الفلسطينية العملية تعديلاً تكتيكياً. من
المطالبة بالهدف الاقصى باقامة الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل الوطن الى المطالبة بتأسيس
السلطة الوطنية المستقلة على «بعض» الوطنء الى جانب اسرائيل. وقد واكب هذا التغير جد ال داخلى
شديد» أدىء في بعض الاحيان: الى اعتداءات جسدية على ممثلي م.ت .ف. من قبل الجماعات المنشقة
العاملة تحت رعاية حكومات عربية معيّنة. لكن قيادة م.ت.ف. تمكّنت من الاحتفاظ بسيطرتها
الاجمالية» وتمسكت بالمبادرة السياسية داخل المعسكر الفلسطينيء وذلك من خلال ربط قبولها
التدريجي بمبدأ التسوية السلمية مع اسرائيل بشرط الحصول على الحقوق الفلسطينية في شكل دولة
فلسطينية ؛ كما وازت قيادة م.ت.ف. مقتربها السياسي مع اعادة تأكيد التزامهاء بالكفاح المسلح
واستعادة كامل الوطن السليب. ومرة اخرىء لا مجال هذا لمناقشة دلالات ومغازي الدبلوماسية
الفلسطينية كافة, ولا مجالء أيضاًء لمناقشة حقيقة جوهرية» تنبع من المقترب الدبلوماسي» وهي ان
م.ت.ف. سوف تضطر. في النهاية. الى تقديم الاعتراف باسرائيل كأمر قانوني 13 06 وليس كأمن .
واقع 5320 06 فحسب. لقاء التنازلات الاسرائيلية الفعلية. ان الامر الهام هو قدرة قيادة م.ت.ف.
على اظهار المرونة الدبلوماسية وادراج التغييرات الرئيسة في الاهداف السياسية في آن» دون الاضرار
بالهوية الفلسطينية» او فقدان الشرعية. بل ويلفت الانتباه تمكن م.ت.ف. من تحقيق تلك التغيرات في
غضون فترة وجيزة جداً؛ اذ خلقت في العام 65 حركة وطنية مقاتلة من لاشيء» لتعوب وتنقلب من
استراتيجية الحرب الشاملة الى استراتيجية النزاع السياسي العسكري المسيطر عليه؛ وكل ذلك
خلال عقد واحد من الزمن.
والامر الذي ساعد قيادة م.ت.ف. في اتباع سياستها هو تمتعها بالشعبية الواسعة في الارض
المحتلة. لقد نمت هذه الظاهرة بسرعة منذ العام 1914ء وذلك بتشجيع من انتقال م.ت.ف. الى
استراتيجتها المرحلية التي وضعت اقامة الدولة في الضفة والقطاع كأولوية» بالاضافة الى ان
العدد 17177 ,١77- تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمير) 1417 لثؤون فلسطيزية 9 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)