شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 12)
- المحتوى
-
لل الهوية والشرعية في السياسة الفلسطينية...
ومكنها من مخالفة سياسات محددة من سياسات م.ت.ف. دون ان تقوض بذلك شرعية المنظمة: أو
ان تضعف الهوية الوطنية المشتركة.
اذا صح هذا التقويم لتغيّر مصادر الهوية والشرعية في السياسة الفلسطينية» فان ذلك يعني ان
الفرصة متاحة للقيادة الفلسطينية لأن تبلور استراتيجية نضالية جديدة. ويعني ذلك أيضاً؛ ان في
وبسع القيادة أن تختار الاستراتيجية حسب تقديرها للظروف العربية: والاسرائيلية: والدولية» دون
اي تردد. والسوّال حول ما اذا كان العمل العسكري سوف يتصاعد أويتراجع؛ اوهل تطرح مبادرات
ديلوماسية جديدة أم لا ؟ فان هذا يعتمد على مدى فعالية هذه الامور وملاءمتها للاعتيارات
الفلسطينية» وليس على مدى اعجابء أو اعتراضء هذا التنظيم او ذاك. ان العبرة المتبلورة بالتدريج
هي: أن القيادة الفلسطينية تقدر على أن تنطلق باستراتيجية جديدة مؤّلفة من مزيج من الوسائل
الجديدة: والقديمة؛ وما يجب ان يؤثر في قرارها هو مدى فائدة كل ووسيلة.
نحو استراتيجية جديدة للنضال
اذا كانت التطورات الداخلية» والخارجية» تتيح حرية مناورة اكبر للقيادة الفلسطينية ولو على
الصعيد المعنوي وليس العسكري - فان ذلك يتيح. أيضاً. اعادة ترتيب اولويات الاستراتيجية
النضالية وعناصرهاء بحرية أكبر ايضاً. ان النضال الذا يستند الى ثلاثة أعمدة, هى: العمل
العسكريء والعمل الدبلوماسي» والعمل السياني - الجماهي ب 2
على ان ظروف م.ت.ف. الحالية تفرض قيوداً شديدة على قيامها بأي عمل عسكري؛ اذ تفتقر
الى قاعدة قتالية وامدادية صلبة متاخمة لحدود فلسطين؛ ويسبب ذلك يعاني موطىء القدم في لبنان
من الهجمات والضغوط المستمرة: ولا سيما انه يهدف؛ اصلاً؛ الى لعب دور في الموازين اللبنانية,
والعربية» في ما يتعلق بالعلاقة الفلسطينية السورية خاصة: بقدر ما يهدف الى توجيه الدوريات
وصواريخ كاتيوشيا ضد اسرائيل. وتغيب القاعدة الادارية الحرّة التي تقدر على ان تزود الارض
المحتلة بالعتاد الحريى» مما يصعّب ظروف العمل السرّى هناك. ويعنى ما سبقء اول انه لا يمكن
التفكير في اقامة العمل العسكري الفعّال والواسع على الاسس الماضية: أى ضمن التصورات
التقليدية؛ بل يجب البحث عن طرق واساليب جديدة او معدّلة. والاهم من ذلك بكثير. هى ان يتم
البحث عن أهداف سياسية ونفسية أخرى يمكن انجازها بالموجودء المتواضعء والمحاصر. اي انه
يمكن تجاوز بعض الصعوبات الحالية» من خلال اعادة تقويم الظروف المادية والسياسية للارض
المحتلة» واعادة تقويم الاساليب المتبعة؛ ان تؤدي عملية اعادة النظر الى اكتشاف ان هناك تضارياً
معيّناً بين طرق العمل وأهدافها الميدانية» وبين احتياجات النشاط السياسي والدبلوماسي الفلسطيني
العام. وسوف يظهرء ايضاً ان الكثير من العمليات يتم تقدير اهميتها تقديراً خاطتاً مبالغاً فيه أم
مخفضاً مما يشير الى امكان تقليص بعضها والتركيز على بعضها الآخر. ويعاني الفلسطينيون,
احياناً من عدم الاكتفاء بنتائج مادية متواضعة؛ اذ يعتبر البعض انه يجب تنفيذ وتيرة مرتفعة من
العمليات: ويجب الادعاء بتحقيق نتائج كبيرة لهاء مما يدني اهميتها ووقعها الفعلي» ويجعل المعيار
الذي يقيس به الناس كل عمل لاحق غير واقعي. بل ويؤدي رفع الطموح والتوقعات الى مستوى مبالغ
فيه الى تقليل تقدير اي عمل جدي من حجم اصغرء ومن ثم الى هبوط معنوي عام حين يعتقد الناس
بأن النشاط انخفض وتضاءل.
ويعني غياب القاعدة الآمنة, ثانياً. انه يترتب على القيادة الفلسطينية ان تعزز نشاطها
العدد +١77 ١1 تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمبر/ ديسمبر ) ١5417 لَتُوُون فلسطيزية 1١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)