شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 13)
- المحتوى
-
يزيد صابغ سس
العسكري وتكمله بالعمل السياسي . وتوجدء طبعاً. علاقة جدلية تبادلية اساسية بين مجالات النشاط
العسكري والسياسي والدبلوماسي, الا ان الادوار انقلبت حالياً: فبدلاً من ان يكون العمل العسكري
قاعدة للنشاط الدبلوماسي وركيزة ضرورية له. صار العمل السياسي حيوياً ليرفد م.ت.ف. بالقوة
الجسدية: وليعوض عن نواقص العمل العسكري. وايجابية هذا التحول تتمثل في تقليص حيوية
وضرؤرة تنفيذ العمل العسكري لانجاح الجهد السياسي والدبلوماسي؛ مما يخفض الضغط على القيادة
الفلسطينية لجهة تصعيد الكفاح المسلح. بل ويمكن التركيز اكثر, عند تنفيذ اي عمل عسكري؛ على
تنمية جوانبه الفنية» وخدمة اهدافه الميدانية, دون الاضطرار الى التضحية بالمعايير الادائية
وبالمنفذين.
ثم يلاحظء عند تقويم التجربة العسكرية؛ ان هناك هدفين رئيسين للعمليات العسكرية
الفلسطينية . يتمثل اولهما في اثبات الوجود للشعب وللتنظيمات المسلحة؛ بينما يتمثل الثاني في التأثير
في رؤية ومعنويات الاسرائيليين. ولم يتوجه النشاط المسلح الفلسطيني ٠ عملياًء منذ سنوات طويلة,
نحو تقويض الدعائم الجسدية للكيان الصهيونيء بل الى تقويض المرتكزات النفسية السياسية
لاحتلاله للضفة والقطاع. فاذا صح هذا التقويم» فهويعني فتح المجال لادراج تعديلات في نمط العمل
العسكري؛ اذ يمكن اثيات الوجود من خلال عدد أصغر من العمليات التي تتمتع بتخطيط وتنفيذ
افضلء وكذلك تتعزز اكثر مكانة من ينفذ عمليات نوعية قليلة على حساب من يتعثر بعمليات سطحية
غير كفؤة. وينطبق الشىء ذاته بخصوص التأثير على الاسرائيليين؛ ان يصعب اخفاءء أو تجاهل,
العمليات النوعية؛ في حين يمكن اخفاء اهمية العمليات السطحية: ويمكن, ايضاًء القاء القبض على
المنفذين بسهولة اكبر . وتبقى الحاجة الى نوع العمليات التي تعكس ثورة الشعب وتمرده على واقع
الاحتلالء كقذف الحجارة والزجاجات الحارقة؛ غير ان ذلك لا يشكل بديلاً من العمل النوعي المنظم
والمويجّه مركزياًء بغض النظر اين كان المركزء أو هل تعددت المراكز ؟
يبدو من الملاحظات السابقة ان الجوانب السياسية للنشاط المسلح هي الأهم. واذا جمعنا ذلك
مع واقع الصعوبات التي تعيق الخيار العسكري حالياً. يتضع ان العمل السياسي الجماهيري
الواسع في انحاء الارض ال محتلة؛ لا بد ان ينمو كركيزة اساسية للنضال الفلسطيني. مثلاًء اذا كانت
اهمية أعمال قذفه الحجارة والزجاجات الحارقة تكمن في اظهارها لرفض الشعب الفلسطينى
للاختلال: فان ذلك يؤكد أهمية انتشار حالة سياسية معينة» ويمليء في الوقت عينه. ضرورة تطوير
الاشكال السياسية والنقابية والثقافية والاجتماعية كافة التي تعمّم ظاهرة المقاومة» وتوحد
الاتجاهات:؛ وتصبح ساطعة امام العالم اجمع. وتدل خبرة م.ت.ف. منذ العام 1515., على ان
انتفاضة الارض ال محتلة كانت العنصر الاهم؛ اى احد عنصريين رئيسين على الاقل (الثاني هو الوجود
المؤسسي في لبنان وخارجه)» في تعزيز مكانتها ورفدها بالقوة لتجابه المناورات الاميركية والعربية.
وتشكل حركة الفلسطينيين: ابناء أرض 5/8 .١15 دليلاً اضافياً على تلك الحقيقة؛ حيث أدى تجسيد
المشاعر الوطنية القومية في التظاهرات والروابط السياسية الى زعزعة ثقة الاسرائيليين وتقوية صورة
م.ت.ف. كممثل شرعي ووحيد.
فالعمل السياسي - الجماهيري يتسم بالحيوية» حتى لى اتبعت م.ت.ف. استراتيجية عسكرية
شاملة؛ اذ يتوقف نجاح اي نشاط مسلح على قدرة التنظيمات التي تمارسه وعلى استثمار نتائجه
ورفده بالاعضاء . وتزداد أهمية العمل السياسي في الداخل كلّما ضَيِّق الخناق على الفلسطينيين في
032000
دول الطوق وعلى مات .فء عموماً؛ أن يؤد ي الحصار الى اعاقة النشاط العسكري؛ وفي وضع
١941 تشرين الثاني / كانون الأول (توفمير/ ديسمبر) ١77-١77 لشوُون فلسطيزية العدد 1١5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10670 (4 views)