شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 46)
- المحتوى
-
عسل صورة ة الفلسطينيين في الغرب...
هه مهم
وقد يختلط لدى البعضء كل من مفهومي الشخصية القومية والثقافة السياسية بمفهوم الصورة
القومية.
وفي الحقيقة, ان العلاقة بين هذه المفاهيم ونقاط الالتقاء بينها لا تحول دون كونها منفصلة؛ وان
هناك فروقاً معينة تجعل من وجود هوية مستقلة لكل منها امراً ممكناً الى حد ماء مع انها مركبة بشكل
يصعب فيه الفصل» بشكل مطلقء فيما بينها. فمفهوم الشخصية القومية يتعلق بدراسة السمات
المميزة» والمستمرة » لشعب ماء وتصور هذا الشعب لهذه المميزات . وبهذاء فان هذا المفهوم يرمي الى
معرفة الذات أو كيفية رؤّية الشعب لذاتهء بينما يذهب مفهوم الصورة القومية نحو رؤية الآخرا("),
انطلاقاً من رؤيته لذاته.
وبكلمات اخرىء ان رؤّية الشعب لذاته تدخل في اطار الشخصية القومية. أما رؤية الآخرين لهذا
الشعبء فهي التي تكوّن الصورة القومية.
وتختلفء ايضاً: الصورة القومية عن الثقافة السياسية؛ مع أن الاخيرة تتضمن الاولى. فالثقافة
السياسية تشير الى مجموع القيم والاتجاهات والمعتقدات السياسية السائدة في مجتمع معي وان
كانت الصورة القومية تشتملء: ايضاً: ٠ على تصور معين للقيم والمعتقدات والاتجاهات السياسية في
المجتمع موضوع الصورة. ويهذاء فان الصورة تتضمن في ثناياها افكاراً عن الثقافة السياسية
السائدة في مجتمعات الآخرين . كما ان الثقافة السياسية» بدورهاء تؤثر في تكوين الصورة؛ من خلال
عمليات التنشئة الاجتماعية والسياسية لشعب ما. وعلى ذلكء تبدو العلاقة بين الصورة القومية
والثقافة السياسية علاقة تأثير وتأثر متيادلة.
لقد أدى تطوردراسة العلاقات الدولية واساليب التحليل السياسي» خصوصاً بعد الحرب العالمية
الثاني الى تمهيد الطريق لكي يهتم الباحثون بالصور القومية بين الامم والشعوب. فقد اثيرت اسئلة
كشثيرة حول علاقة الصور القومية باتخاذ القرار السياسي الخارجيء وعلاقتها بالتوترات الدولية,
والدور الذي يمكن ان تلعبه هذه الصورة في توسيع الشقة بين الشعوبء أو في زيادة التعاون فيما
والارضية التي ترتكز عليها هذه الاسئلة هي ان الانسانء في التحليل الاخير, ما هو الا ظاهرة
اجتماعية تاريخية؛ تتحدد سماته بالمرحلة التي يمر بها مجتمعه؛ وان السلوك الدولي والصور القومية
هما انعكاس للواقع الاجتماعي الاقتصادي - التاريخي للمجتمع الذي يعيش فيه الفرد. ولعل
العلاقة التي مرّ بها المجتمع العربي بالمجتمع الغربي تقدم مادة خصبة للتحليل؛ يمكن خلالها
الوقوف على حيثيات الصورة المتبادلة فيما بينهما. يعود ذلكء على الاقلء الى طول فترة التفاعل بين
الطرفين. فاذ!ا أمكن الوصول الى حيثيات الصورة المتبادلة فيما بينهماء ومعرفة محددات الصورة لدى
كل منهما عن الآخر ء فان مشكلات كثيرة تثور بينهما يمكن أن ترتد الى اصولها؛ ومن ثم يسهل التغلب
عليها بعملية اعادة ترتيب وتنقية للحقائق قدر الامكان. وبالطبع» ان الانطباعات والصور القومية
المتبادلة بين الشعوب لا تنجم فقط عن عملية تشويه يقوم بها كتّاب: اورحالة» اوتجارء اوصحافيون,
او مستشرقون ومستغربون؛ اذ ان الاسس المادية للصورة لا يمكن عزلها عن السياق. فعمليات نهب
الشعوبء والاستعلاء؛ والعنصرية» والاضطهاد القوميء التي قام بها الغرب: لابد وانها اثرت» الى حد
كبيره في صورته عند العرب» والفلسطينيين» اى غيرهم .
ان هذا المفهوم يقودنا الى القول ان «تصحيح» الصورة المتبادلة بين طرفين يحتاج الى توفر
العدد ,١77- ١17 تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمبر/ ديسمبر ) ١1417 لتُُونُ فلسطيزية 2 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39467 (2 views)