شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 57)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 57)
المحتوى
محمد حالد الأزهري
توينبي» وتجريحه شخصياًء الى هذا النهج(").
ومتابعة سبل الصهيونية لتشويه الصورة الفلسطينية تبرزدرجة التخصص الكبير الذي يتم من
خلال عملية ملاحقة هذه الصورة. لقد أضحى الاتجاه الى «زرع المفاهيم», وطباعة الصور, في
الاذهان» واجتذاب العقول, وبصفة عامة التعامل النفسى في مواجهة فلسطين والفلسطينيين؛ أحد
«الفنون» القائمة بذاتها عند الصهيونية: ومن الصعب أن نعثر على اى وسيلة ممكنة أهملتها
الصهيونية في هذا المضمار. ‎١‏
ومن الاتجاهات المؤثرة في الآونة الاخيرة. استخدام «الرحلات السياحية الجماعية» كأحد
مداخل الصورة الفلسطينية؛ من جهة؛ والصورة الاسرائيلية: من جهة اخرى.ء في اوساط الرأي العام
الغربي ؛ ان تقوم شركات السياحة الاسرائيلية (أى الصهيونية سيّان) بتنظيم هذه الرحلات السياحية
بأجور رمزية لزيارة اسرائيل. وفور وصول السياح: يخضعون لعمليات المتابعة الفكرية» ويساقون الى
الملشاهد الموحية في ذلك الكيان» بحيث تنطبع؛ في جانب من اذهانهم, صورة «اسرائيل الدولة
العصرية»: بينما تنطبع؛ في الجانب الآخر. صورة «الهلاهل الفلسطينية والتخلف الفلسطيني» . وعادة
مايتم اطلاع السياح على اسوأ الاحياء الفلسطينية» دون تدعيم ذلك بشرح الظروف الموضوعية التي
خلقت هذا السوء. وعلى أي حالء ما ان يعود السياح الى بلادهم حتى يتحول كل منهم الى «بؤرة تأثير
محلية»»: في غير صالح الصورة الفلسطينية. ومن المعروفء ان المبالغة الشخصية تغلّف الاحاديث
الشخصية عند تناقلها ؛ وبذلك؛ فان هؤّلاء ينقلون الى محيطهم في الغرب ما هو اسوأ من الواقع بكثير.
واذا ادركنا أن تكاليف مثل هذه الرحلات تكون زهيدة جداً بالنسبة الى الزائرين: فان لنا ان
نفترض وجوب «موازنة» خاصة لدى اسرائيل والقواعد الصهيونية في الدول الغربيية مخصصة لتمويل
حملات تشويه» أو رحلات تشويه؛ الصورة الفلسطينية وتحسين الصورة الاسرائيلية واليهودية في
الوقت عينه.
ولا يجب ان نقلل من الآثار التي تتركها النماذج السلوكية السيئة لبعض الزائرين العرب في
الدول الغربية» والتي تستخدمها الابواق الصهيونية مطية للبرهنة على صحة آرائها في العرب: ومن
ثم في الفلسطينيين . وبذلك تقدم هذه النماذج ‏ عن جهل في العادة ‏ وسيلة مضافة الى وسائل
المغرضين والطاعنين في الصورة الفلسطينية في العالم الغربي
جهل الغرب بالعرب ويالفلسطينيين
للوهلة الاولىء يمكن ان نتغافل عن جهل الغربء تاريخياً بالفلسطينين؛ في ضوء محاولات
التجهيل والتجاوز التي صادفها الفلسطينيون من قبل كل من الغرب؛ في البداية: ثم من الصهيونية,
فيما بعد على ما ذكرناء » ولكن كيف يبرر الحديث حول جهل الغرب بالعرب؛ وبينهما تاريخ طويل من
التفاعل؛ وقد ذكرنا جوانب منه ؟ تشير الوقائع الى أن الغرب يعرف العرب (والفلسطينين ايضاً) ولكن
هذه المعرفة اضحت. في الاونة الاخيرة, لا تتم الامن خلال الرؤى الصهيونية. لقد تنحى المستشرقون
والكتاب الغربيون بصنوفهم, الى حد كبيرء واستقر الامر في يد الصهيونية» ووثق الغرب بالصور
والمعلومات التي يقدمها اليهم الصهيونيون والمتصهينون عن اطراف الصراع في فلسطين» وجوارها.
ونا كان هذا الوسيط لا يقدم عن الخصم الا ما يريده هو فان الغرب؛ وخصوصاً في قواعده الشعبية,
لا يعرف شيئاً عن العرب والفلسطينيين» من الناحية الموضوعية . ومن المحتمل ان التغييرات التي
طرأت على الحياة العربية» عبر العقود الاخيرة» لم تجد طريقاً الى الذهنية الغربية» وان الغرب لم
05 شْوُون فلسطيزية العدد ‎١76‏ 1717, تشرين الثاني/كانون الأول (نوفمبر/ ديسمير) 15417
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36174 (2 views)