شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 64)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 64)
- المحتوى
-
«الحدودية» اليهودية
د . عبد الوهاب الملسيري
«الحدودية» هى اصطلاح قمنا بصكه لوصف احدى السمات الاساسية للطوائف اليهودية في
كثير من المناطق الجغرافية والعصور التاريخية . والحدوبية لها بعدان» جغرافي واجتماعي . البعد
الجغرافي هو وجوب اعضاء الطوائف على حدود الدولء او في مناطق تقع بينهاء أو على مفترقات الطرق
في الموانىء البحرية أو المدن التجارية التي تكون بمثابة موانىء برية). اما البعد الاجتماعي» فيشير
الى وضع اليهود الطبقي» أو الوظيفي, بين طبقات المجتمع الواحد؛ أو على هامشه. وغني عن البيان
ان اليعد الاول مقترن باليعد الثاني » وأن ن كان غير متوحد به»ء ان يمكن للحدوبية الجغرافية أن توجد
دون الحدودية الاجتماعية؛ والعكس» ايضاًء صحيعء وان كان من الواضح لدينا ان الواحدة تقود الى
الاخرى. وأن انفصالهما هى مجرد تعيير عن الفجوة الزمنية 128 عدن التي تسم كل الظواهر
الانسانية.
وينبغي أن ننبه» ابتداءء الى أن هذه الصفة ليست صفة كامنة في «الطبيعة البشرية اليهودية»,
أى لصيقة بهاء كما قد يتخيل البعضء وانما هي صفة مكتسبة يمكن فهمها في اطار تاريخي. فهي,
مثل أي ظاهرة زمنية» تعود الى أسياب اجتماعية لا تستعصي على التفسير. ويجب» أيضاً: أن نشير الى
أن ثمة أقليات يهودية 4 عديدة لم تتصف بصفة الحدودية. هذه . فيهوب بابل (العراق) كانواء دائماً جزءاً
من مجتمعهم ؛ كما أن الاميركيين اليهود أاصيحوا جزءاً عضوياً من مجتمعهم, لا يقفون على حدوده.
وانما يتحركون داخله؛ وفي صميمه. ويمكن القول أن صفة الحدودية هذه تنطبقء بشكل عميق
واساسيء على اعضاء الاقليات اليهودية في العالم الغربي» خاصة في شرق اورويا قبل الثورة
الصناعية. وحيث ان وضع هذه الاقليات هو الذي أفرز الصهيونية» وأن الصهيونية هيمنت: الى حد
كبير على كل يهود العالم؛ فان هذه الظاهرة تكتسب أهمية خاصة في الوقت الحاضر.
يلاحظ ان اول ذكر للعبرانيين كان على اساس انهم جماعات بدوية تنتقل من بلد الى آخرء فتبقى
اما على حدوبه الفعلية أو تدخل فيه للسقيا والاستقرار المؤقت, اي تبقى على حدوده من الناحية
المجازية . وتدل الاشارات التي وردت في العهد القديم على ان العبرانيين كانوا يرابطون على حدود
المدن (شأنهم شآن كثير من البدو الذين يحضرون للاتجار ولتبادل السلع)» أو على طرق التجارة التي
توصل من مكان الى آخر. وحينما نزل العبرانيون الى مصر استوطنوا في جوش (محافظة الشرقية)»
وهى متاخمة لجزيرة سيناء وحدود مصر. ويعد التسلل العبرانى في أرض كنعان» استقروا في فلسنطين,
وهى بلد كان يقف على الحدود بين القوتين الاعظم آنذاك: مصر ويلاد الرافدين. وتاريخ مملكة داوود
وسليمان هو تاريخ الانكماش الموّقت لهاتين القوتين, تماما مثلما نجد أن تاريخ الدويلتين اليهوديتين
(مملكة يهودا ومملكة اسرائيل) هو تعبير عن الصراع بين هاتين القوتين حينما عادت
العدد »١77- ١177 تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمبر/ ديسمبر) 11/1 لتُوُون فلسطيزية 15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39473 (2 views)