شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 66)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 66)
- المحتوى
-
سه «الحدودية:» ١ لبهودية
اليهودية» في المجتمع العربي الاسلاميء فقدوا خاصية الحدوبية هذه؛ فقد كانوا في صميم المجتمع
العربى في الاندلس.
وعلى كلء مهما كان الامرء فان صفة الحدودية لم تتجذر وتتبلور الا داخل التشكيل الحضاري
الغربي . ومما قد يكون له دلالته؛ وطرافتهء. أن أول وجود لاعضاء الطوائف ا 0 القارة
الاوروبية كان في روماء العاصمة الامبريالية, ثم في كولون » وشي معسكر روماني أسس في تلك المنطقة
التي تتحكم في وادي الراين ( واسمها يعوب الى كلمة «ممتعمره» اللاتينية. وقد اشتقت كلمة
«كولونياليه» أو «الاستعمار» من الاصل نفسه). وقد أصبحت كولون: بسبب موقعها المتمين مركزا
لواحد من أهم الاسواق في اورويا. ويمكن القول ان خاصية الحدودية كانت خاصية جنينية: تظهر
وتختفى, داخل القارة الاوروبية» وخارجها. ولم تصبح خاصية عامة: وأساسية: وثابتة: للطوائف
اليهودية في اوروباء الا بحلول العصور الوسطى الغربية.
ولعل هذا يعود الى تركيب المجتمع الاقطاعي المسيحي ذاته. فهى مجتمع كان يستند الى
التضامن المسيحي دون أن يحدد وضع الاقليات غير المسيحية؛ مما جعل اليهود (وغيرهم) غرباء,
فضلاً عن أنه كان مجتمعاً يضم اساساً: النيلاء والفرسان» من جهةء والفلاحين: من جهة أخرى,
تفصل بينهم هوة لم يكن في وسع التجار المحليين ملؤهاء وقد قام اليهود بملء هذه الشقوق والفراغات,
وتوسيعهاء بحيث اصبحوا الطبقة الوسيطة الاساسية في اوروباء في العصر الوسيط. والطبقات
الوسيطة عادة ما تتكوّن من أقلية أثنية تقوم بمهام التجارة والربا وغيرها من المهام التي لا تقوم بها
الطبقات الاساسية في المجتمع.
وينبغي التنبيه الى أن اليهودء كطبقة وسيطة؛ كانوا يقومون بما يسمى التجارة البدائية» وهي
نشاط اقتصادي ليس في صميم العملية الانتاجية؛ ولذاء فهو نشاط حدودي؛ فالتاجر البدائي ينقل
السلع من مجتمع الى آخرء فهو يحضر السلع الترفيّة من الشرقء على سبيل المثال» الى المجتمع
الاقطاعي الغربيء ويأخذ منه العبيد والفراء؛ فهى لا ينتمي الى هذا العالم» ولا الى ذاك. وقد وضع
ماركس يده على هذه الخاصية؛ حينما قال ان اليهود يعيشون في «مسام» المجتمع الاقطاعي» أي على
حدوده. ولم يكن النشاط الربوي اليهودي مختلفاً؛ فالمرابون اليهود كانوا يقفون؛ في واقع الامرء على
الحدوبء بين الامير الاقطاعي (شيخ خ المرابين» كما كان يدعى) والفلاحين وغيرهم ؛ ؛ أن كان اليهوبد
يمتصون ثروات الفلاحينء ثم يقوم الاميرء بدورهء بامتصاصهم؛ ومن هنا كان يطلق عليهم
«الاسفنجة».
ويلاحظء كذلك؛ ان من أهم وظائف الطبقة الوسيطة أنها تقوم باكتشاف مجالات الاستثمار
الخفية ؛ كما تقوم بدور ريادي في الاراضي غير المأهولة وفي المشاريع الخطرة:» باعتبار أن الاشكال
التقليدية للاستثمار موصدة دونهم ؛ كما أن العناصر الوسيطة عناصر أكثر حركة ودينامية: لأنها لا
تقع تحت طائلة القوانين الاقطاعية الصارمة . واليهوب» لكونهم طبقة وسيطة (كتجار ومرابين ورواد )»
يقعون خارج المجتمع»: وخارج هيكله القانوني» وعلى حدوده.
الشعب الشاهد
وقد عمق من حدودية اليهود بعض الافكار الدينية المألوفة في الحضارة الغريية: اولها هو فكرة
الشعب الشاهد ( الكاثوليكية) التي ترى ضرورة الحفاظ على اليهود في حالة ضعة ومذلة» لأنهم؛ بذلك,
يقفون شاهداً على عظمة الكنيسة. فالشعب الشاهدء باعتباره شاهداًء يجب أن يقف على الحدود
العدد ١77/١75 تشرين الثاني /كانون الأول (توفمير/ ديسمسس ) ١15417 لَشُوُونَ فلسحيزية 516 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39471 (2 views)