شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 67)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 67)
المحتوى
كي يشاهد . والفكرة الثانية وهفي فكرة الماشياح اليهودية: وهو هذا الملك من نسل د اوود الذي سوف
يأتي ليخلّص اليهود من نير الاغيار, ويعود بهم الى وطنهم القومي: وسوف يقف ذلك شاهدأ على عظمة
اليهود وعلى ضعة الآخرين. وكلتا الفكرتين ساهمتا في تعميق غربة اليهود» وانعزالهم» وتفكيك اواصر
الصلة بينهم وبين البلاد والشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها. ثم جاء الفكر البروتستانتي
الاسترجاعي ومزج الفكرتين» فأصبح الشعب الشاهد هو. أيضاًء الشعب المقدسء الذي يجب
استرجاعه الى فلسطين لتنصيره. حتى يتم التخلص منه والخلاص للجميع. وفي كل هذه الروّى,
الكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية؛ ثمة افتراض أن اليهود شعب غريب لا جذور له.
ان حدوبية اليهود في المجتمع الغربي اصبحت وضعاً طبقياً ووظيفياً محدداً يسانده بناء فكري
وديني» مما يعني أنه كان يوجد على مستوى الواقع وعلى مستوى الوعي . وبذا تحددت صورتهم
وتبلورت» وتحدد دورهم كعنصر غريب هامشي وسيط . وقد تعاملت اورويا معهم في هذا الاطار حتى
العام تقريباً (أي بعد الابادة النازية وقيام الدولة الصهيونية واندماج يهوب الولايات المتحدة
الاميركية).
وقد كانت حدودية اليهود في الحضارة الفربية هي العنصر الاساسي الذي حدّد مواطن
استقرارهم. ففي العصور الوسطىء استقر اليهود في انجلترا مع الغزى النورماندي؛ واستقروا في
الموانىء؛ والمراكز التجارية» مثل لندن. وقد ظل اليهود مرتبطين بالعنصر الفرنسي الغازي الى ان تم
طردهم من انجلترا في القرن الثالث عشر. وفي القارة الاوروبية» نجد أن استقرار اليهود أخذ الشكل
ذاته. وقد أشرنا من قبل الى استيطانهم في كولون» ويمكن أن نذكر أنهم استوطنواء أيضاًء في مدن تقع
على نهر الراين» مثل فرانكفورت وورمز وسبير ومتز وفردن» أو على انهار أخرىء مثل مدينة اوجسبرج
وماجدبرج ويراغ. والانهار ‏ كما هى معروف ‏ هي من أهم طرق النقل والتجارة» خاصة قبل الثورة
الصناعية.
وقد استمر النمط ذاته وتعمق في شبه جزيرة ايبريا. ومن المعروف أنه؛ بعد الفتح الاسلامي, ' بقي
بعض اعضاء الطائفة في الجيوب المسيحية في الشمال. وقد أسس شارلمان دويلة» أو جيباًء يسمى
ماركا هيسبا نيكا في جبال البرانسء فوطن فيه الرواد اليهود ليكون يمثابة حاجز ضد الزحف
الاسلامي. وتدل الوثائق على أن اليهود كان لهم حق امتلاك الاراضي الزراعية؛ والعمل فيهاء وشرائهاء
وبيعهاء واستتئجارهاء وتأجيرها. ونظراً لغياب كثافة بشرية مسيحية:ء يلاحظ أنه في اثناء الغزو
المسيحي التدريجي لشبه جزيرة ايبرياء كان اليهود من العناصر الاساسية التي اعتمدت عليها
الجيوش الغازية» فانخرطوا في سلك الجيوش الغازية» ثم وطنت عناصر يهودية في الاراضى المفتوحة,
وكانوا يعطون, مرة أخرىء حق امتلاك الاراضي وزراعتهاء وكانت الارض هي مصدر رزقهم الاساسي .
وقد تكرر النمط ذاته في موررسيا وفالينسيا ولامنشا ومقاطعة الاندلس وغيرها. .وقد أعطواء أيضاً:
حق فتح محلات تجارية؛ شريطة أن يستوطنوا مع اسرهم. ويلاحظ انه بعد أن استقر الحكم المسيحي
في شبه جزيرة ايبرياء ومع انحسار الم الغربي, فقدت شيه الجزيرة صفتها الحدودية» فتم طرد
اعضاء الطائقة, بعد زواج فرديناند بايزابيلا ببضعة اعوام.
وقد انتشريهود السفاراد ويهود المارانى (المتخفون)» الذين طردوا من اسبانيا والبرتغالء في انحاء
كانوا على معرفة بالحضارتين السائدتين آنذاك. حضارة المسلمين في الشرقء والمسيحين في
ا لقُوُون فلسطيهية العدد ‎١717١77‏ تشرين الثاني / كانون الأول (نوفمير/ ديسمير) 19/17
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39471 (2 views)