شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 68)
- المحتوى
-
لل الحدودية» اليهودية
الغرب. كما أن يهود المارانو كانوا يقفون على الحدود بين العالمين, اليهودي والمسيحيء فهم كانوا
يهوداً في الخفاء مسيحيين كاثوليك في الظاهر, مما سهل لهم التحرك بين الجماعتين. كما أن كثيراً منهم
احتفظ برأسماله واتصالاته داخل شبه الجزيرة الايبرية» حتى بعد أن طردوا منهاء وكانوا يعودون
اليها ليصرّقوا امورهم ثم ينتقلون الى اوطانهم الجديدة. وكانت السلطات الفرنسية. والالمانية» تعرف
انهم يهود متخقون, ومع ذلك؛ كانت تسمح لهم بالاستيطان؛ باعتبارهم كاثوليكيين من البرتغال أو
اسبانيا حتى تستفيد من اتصالاتهم الدولية ورأسمالهم. وقد أدى طردهم من ايبريا الى اتساع نطاق
نشاطهم الدولي وحدوديتهمء ان تواجدت اعداد كبيرة منهم في كل المناطق التجارية العالمية » في المدن
والموانىء الاوروبية والعثمانية ومدن وموانىء البحر الابيض التابعة لاورويا وللدولة العثمانية.
وقد استقرت اعداد كبيرة منهم في موانىء مثل بايون وبوردى في فرنساء أى مدن ذات أهمية
تجارية؛ خاصة مثل برودي (في جاليشيا)؛ أو في مدن مثل فرانكفورت» وغيرها من المدن الالمانية» التي
كانوا قد طردوا منها. ومن أهم المدن التي استقروا فيها مدينة امستردام؛ في القرن السابع عشي التي
تطل على المحيط الاطلسي, أي على حدود العالم القديم المواجهة للعالم الجديد. كما استقروا في لندن»
وهي مركز من أهم مراكز التجارة الاطلسية التي كانت بدأت تحلء في أهميتهاء محل التجارة مع
الشرق. وكل من امستردام ولندن عاصمة لامبراطورية صغيرة ناشئة. والعاصمة الامبريالية هي,
دائماء مفترق الطرق والنقطة التي يتم فيها عقد الصفقات وتوزيع الغنائم؛ وهيء أيضاًء النقطة التي
تتمتع بنسبة عالية من فائض القيمة الذي يتدفق من المستعمرات. وحينما استوطن اليهود في العالم
الجديد في الفترة عينهاء استقروا في نيو امستردام (نيويورك» فيما بعد) وجزر الهند الغربية» أي في
مناطق تجارية تقع على حدود العالم الجديد المواجه للعالم القديم. وقد لعب يهود المارانى والسفاراد
دوراً هاماً في نشوء الرأسمالية: بسبب خاصيتهم الحدودية.
وقد وجدت اعداد كبيرة, أيضاً: من اليهود» في مقاطعتى الالزاس واللورين: على الحدود بين المانيا
وفرنساء وهما المقاطعتان اللتان تنازعتهما الدولتان. وقد ضمّتا الى فرنسا في القرن الثامن عشرء ثم
ضمتهما المانياء مرة أخرىء العام :18٠١ ثم استعادتهما فرنسا بعد الحرب العالمية الاولى» ثم
ضمتهما ال مانياء لفترة وجيزة» في الحرب العالمية الثانية.
ولكن اكبر تجمع يهودي في اوروبا وفي العالم الحديث كان في بولندا. وقد هاجر اليها اليهود
للاشتفال بالتجارة: واستقروا في وارسو وكراكو وغيرهما من المدن. وبولنداء على مستوى من
المستويات» بلد حدودي يقع بين رووسيا والبحر البلطيقي ويربط بين غرب اورويا وشرقها. وقد ظلت
بولندا قوة عظمى طاللما كانت الكتلة الروسية منكمشة والقوة الالمانية مقسمة الى وحدات صغيرة
متنازعة؛ ولكنها فقدت نفوذها ومكانتها بظهور حكومات مركزية قوية في روسيا والمانيا. وتظهر حدودية
بولنداء ويشكل درامي: في عملية تقسيمها بين روبسيا وا مانيا والنمساء ان قسّمت ثلاث مرات حتى
اختفت, تماماً. ككتلة سياسية مستقلة, طيلة القرن التاسع عشرء بعد أن كانت أكبر دولة اوروبية لها
حدود مع الامبراطورية العثمانية. وقد تم تقسيم اعضاء الاقلية اليهودية بتقسيم بولنداء فضم قطاع
منهم الى المانيا (بوزن) وقطاع الى النمسا (جاليشيا) وتم ضم الجزء الاكبر الى رويسيا.
واذا كانت بولندا دولة حدودية؛ فان اكثر اقاليمها حدودية هو اوكرانيا (التي يعني اسمها «البلد
الذي على الحدود»)» وقد انتقلت اعداد كبيرة من اليهود اليهاء بعد ضمها الى بولندا في القرن السادس
عش ليمثلوا النبلاء الاقطاعيين هناك؛ وليقوموا بدور جامعي الضرائب والصيرفة ( فيما يعرف باسم
نظام الارندا )» فكانوا على الحدودء جفرافياًء في اوكرانياء وعلى الحدود» مجازياًء بين النبلاء
العدد ١717-1175 تشرين الثاني/ كانون الأول (نوفمبر/ ديسمبر ) 11417 لَقُوُون فلسحيزية /117 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39471 (2 views)