شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 72)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 72)
المحتوى
لنت و(الحدودية» البدهودية
وقد تقبل الصهيونيون اليهود هذا التعريف الصهيوني - المسيحي. فهرتسل تحدث عن الدولة
الصهيونية باعتبارها حائطاً غربياً ينتتصب في الشرق لصد الهمجية ويحظى بالحماية الغربية في
المقابل (مثلما حظي يهود اوروبا بحماية الملك والحاكم). وتحدث؛ ايضاًء عن اليهود باعتبارهم مادة
نافعة يمكن الاستفادة منها في خدمة بريطانياء وغيرها من الدول الغربية. اما ماكس نوردواء فرأى ان
المشروع الصهيوني يرمي الى توسيع حدود اورويا في الشرقء والى تخليص اورويا من العنصر
اليهودي الحدودي. اما حاييم وايزمان» فقد وصف الدولة الصهيونية المزمع انشاوّها بأنها بلجيكا
أسيوية ( وبلجيكا في علاقتها ببريطانيا تشبه علاقة فلسطين بمصر). . وقد أكد جابوتينسكي ان كون
اليهود عنصراً حدودياً سوف يجعل منهم عنصراً يدين بالولاء للغرب يشكل دانّم» ‎٠‏ ويحول فلسطين الى
دولة حدودية. هذا على عكس فلسطين العربية التي سوف تدخل الفلك العربى» ويذا تفقد حدوديتها.
ولعل فلسفة نيتشه وجدت صدى لدى الشباب اليهودي في شرق اوروياء ثم بين العديد من
الصهيونيين: لأنها فلسفة حدودية تنصح الانسان بأن يعيش في خطر دائم» وان يبني بيته بجوار
البركان. وقد وصل هذا التيار النيتشوي الصهيوني الحدودي الى الذروة في ايديولوجية غوش ايمونيم
الاستيطانية» حيث يذهب المستوطن الصهيوني في وسط المدن العربية ويؤسس بيته. ويحلى لاتباع
هذا التيار ان يقتبسوا كلمات بلعم؛ العرّاف الوثني الذي دعاه ملك موّاب ليعلن العبرانيين القدامى
عند اقترابهم من مملكته, فقال: «هو ذا شعب يسكن وحده وبين السنوب لا يحسب» (عدد 5/55).
وهذا الاقتباس هو جوهر الصهيونية . فهو يتضمن التقبل غير المشروط للصفة الحدودية: على مستوى
الوظيفة, وعلى المستوى الجغرافي.
ويمكن القولء ان القانون العام» الذي يمكننا ان نستخلصه؛ هو ان العنصر اليهودي داخل
الحضارة الغربية يتم النظر اليه باعتباره عنصراً حدودياً. وان فلسطينء من منظور المصالح الغربية,
لا بد وان تتحولء هي الاخرىء الى بلد حدودي. وهذا يمكن انجازه من خلال الحفاظ على وضع
التجزئة في العالم العربي» بحيث تصبح فلسطين بلداً حدودياً يمكن توطين العنصر اليهودي الحدودي
فيه. ومن هنا هلع الدول الغربية من كل المحاولات الرامية الى توحيد المنطقة, ابتداء من صلاح الدين
الايوبى» ومروراً بمحمد عليء وانتهاء بجمال عبد الناصر. ولعل الفارق الاساسي بين الحروب الصليبية
والهجمة الاستعمارية الصهيونية؛ ان الاولى لجأت الى ديباجات مسيحية؛ لا علاقة لها بالهدف
الاستراتيجي النهائي, او انها صدّرت عناصر بشرية مسيحية؛ اما الثانية, فقد اكتشفت العنصر
اليهودي» كعنصر حدودي داخل الحضارة الغرييةء ولذا لجأت الى ديياجات يهودية: لا علاقة لهاء
ايضاًء بالهدف الاستراتيجي النهائي. ووعد بلفور هو في نهاية الامره وعد بفرض الصفة الحدودية
على فلسطين (من طريق الاستعمار البريطاني)» ويرمي الى توطين العنصر اليهودي فيهاء لخدمة
مصالح الحضارة الغربية. وبلفورء في هذاء لم يكن الا تعبيراً عن نمط كامن في الحضارة الغربية:
يستند الى رؤية كاملة الى فلسطين والى اليهود .
العدد ‎١717-7177‏ تشرين الثاني /كانون الأول (نوفمير/ ديسمبر) 154177 لثؤُون فلسطيزية 8
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39471 (2 views)