شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 126)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177 (ص 126)
- المحتوى
-
ل لعبة البدائل الاميركية: صيغة ل «اطار اقليمي»
يعكس, الى جانب الاقرارء حقيقتين هامتين: الاولى
أن العامل الفلسطيني قد «شب عن الطوق» وصار
يؤثر في محيطه (الاقليمي) بقدر أكبر مما يتأثر هو
به. وعلى هذا تقوم الحقيقة الأخرىء وجوهرها أنه,
لتدارك ما قد يستحيل تداركه فيما بعدء ينبغي على
محيط محيطه (الدولي: وتحديداً الغرب الرأسمالي
الذي له مصالح لا تحصى في المنطقة) ان يتحرك
لتحقيق تسوية تحفظ له مصالحه ونفوذه في
المنطقة. ومن ومن خلال هذا الاعتقاد يمكن النظر الى
التحرك الدولي في اتجاه المؤتمر الدوليء أو في اتجاه
بدائله.
وواضح ان الاوروبيين أقوى بصراً وبصيرة من
الاميركيين: على هذا الصعيد. فهم يتحركون بنصف
عين الى الفلسطينيين وبعين محدقة الى مصلحة
اسرائيل. وهم, أيضاً: أكثر ديناميكية في التعامل مع
الاحداث؛ اذ لديهم تصورات متعددة وفوامش
للحركة. ولديهمء: كذلك: كم من «الممثلين» الذين
يستطيعون ان يدوا أدواراً متنوعة: ومسلسل
جولاتهم قلّ ما توقف؛ في حين يتحرك الاميركيون في
سياق توجه محكوم بالنقاط الست التي شكلت
«مشروع ريغان»», المنسجم.ء الى حدٌّ بعيد» مع التوجه
الامرائيلي الذي يرى انه طلما بلغ الصراع مرحلة
عى التسوية». فلتكن هذه التسوية: اذا ٠ على
حساب متيف لا لحسايها. وفي سياق هذا
الانسجامء. أيضاء يندرج القرار الذي اتخذته ادارة
ريغان» بتاريخ :.١1547/97/١١5 بغلق مكتب الاعلام
الفلسطيني في واشنطن. وهو قرار ديّره محامي
اسرائيل في الخارجية الاسرائيلية» ابراهام صوفير,
وأعلنه المتحدث باسم الخارجية تشارلز ريدمان؛ على
أرضية حملة شعواء شنّهاء في ظل اجواء ما قبل
الانتخاباتء اللوبي الصهيوني ويعض أعضاء
الكونغرس من انصار اسرائيل ومن الطامعين برئاسة
الجمهورية. وقال ريدمان ان القرار اتخذ للتدليل على
قلق واشنطن ازاء ما وصفه ب «الارهاب الذي
ترتكبه. وتسانده» بعض المنظمات والافراد التايعين
لم.ت.ف.» (الاهرامء القاهرة, 2)١15417//9/1١1/
الامر الذي «يشكل عقبة جدية في وجه تحقيق تسوية
سلمية للنزاع العربي الاسرائيي», على حدّ زعمه
(القبيس, الكويت». 1/1/1 1).
لقد اعتبر القرار محاولة سافرة «للتدخل في
حقين مضمونين للأميركيين بمقتضى التعديل الاول
للدستور الاميركي»: هما حرية الاختلاط وحرية
التعبير. وهذا التعديل من القوة بحيث لا تجرق
على خرقه حتى أشد المحاكم الاميركية محافظة.,
وهي المحاكم التي تمتنعء عادة, عن تحدي
سياسة الحكومة ( كلوديا رايت» «قانون الارهاب:
أميركا ضد م.ت.ف.», الشرق الاوسط.
.)15487/٠١4 ووزارة الخارجية الاميركية
تعلم ذلك علم اليقين. فكيفء اذاًء اتيح لها ان
تحتال عليه ؟
الحيلة التي لجأت اليها الخارجية تمثّلت في
اصدار «فتوى قانونية» تنصٌ على اعتبار مكتب
الاعلام الفلسطيني «بعثة أجنبية» بمقتضى قانون
البعثات. فقد أشارت المذكرة التى وقعها نائب وزير
الخارجية الاميركية» جون وايتهيدء الى ان المكتب
«كيان تمتلكه مات .ق. وتسيطر عليه». ويتاء على
ذلك: قامت وزارة العدل باصدار فتوى مماثلة تشير
الى ان التعديل الأول للدستور الاميركي: الذي نص
على حرية التعبير: لا يمنع الحكومة الاميركية من غلق
مكتب الاعلام الفلسطيني» طالما ان المكتب يعمل
كبعثة أجنبية (المصدر نفسه, .)١11417/9/1١1
واستناداً الى هذه الفتوىء. مارس محامو الحكومة
براعتهم في درس الحيثيات» على نحو دقيق: لكي
يتوصّلوا الى نص قرار خال من الثغرات.
غير ان المطلمين على طبيعة الاجراءات
القضائية في الولايات المتحدة يرون انه على الرغم
من ان القرار جاء متمسكا «بحرفية القانون2
ونجح»., فان محامي الحكومة ريما يكونون «قد
بالغوا في اظهار الذكاء والبراعة الى درجة قد تنفكس
عليهم سلبا» . لقد قدموا الى م.ت.ف. فرصة ذهبية
لا تعوّؤضء لم تكن متاحة لها داخل الولايات المتحدة
من قيل. فالمنظمة تستطيعء الآن» ان تجابه حكومة
الرئيس ريغان في أعلى المحاكم الاميركية. وتستطيع
ان تخوض معها سجالا قانونياً طويلاً. بصرف النظر
عن النتائج التي قد يسفر عنها. وحتى لو خسرت
م.ت.ف. المعركة القانونية في النهاية» «فان المعركة
ذاتهاء اذا أديرت يطريقة صحيحة: يمكن ان تكسب
المنظمة نصراً دعائياً. أعظم بكثير مما استطاعت
مكاتب المنظمة تحقيقه حتى الآنء: بمبادرة منهاء في
الولايات المتحدة» (رايت: مصدر سيق ذكره) .
من جهة أخرىء. أثار القرار موجة من
العدد ,١77- ١177 تشرين الثاني /كانون الأول (نوقمير/ ديسمبر ) ١5417 لمُوُوْنُ فلسطيزية 1١6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 176-177
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10670 (4 views)