شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 100)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 100)
- المحتوى
-
ثمة ملاحظات أولية يجب تسجيلها للتعرّف على الخصائص التي ميّزت يهود المغرب
عن إخوانهم في البلاد الأخرى؛ فمن حيث النشأة, هم من أقدم الجاليات اليهودية التي
خرجت من الشرق الأدنى: ففي حين ترجع الهجرات اليهودية إلى مختلف أقطار العالم
إلى القرن الأول الميلادي (بعد تحطيم هيكل سليمان في القدس). نلاحظ أن اتصال اليهود
بالمغرب يرجع إلى ما قبل ذلك بعدة قرون؛ فهو يعود إلى الوقت الذي وفدت فيه الهجرات
الفينيقية إلى تونس واستقرّت هناك. فقد لحق بهؤلاء الفينيقيين بعض العبريين الذين
تآلفوا مع السكان الأصليين من البرير» جتى نشأت بعض جزر يهودية داخل المحيط
البربري الكبيره واندمجوا في حياة السكان الاجتماعية والثقافية بمعزل عن الادارة
الرومانية أو البيزنطية. فحين تدهور حكم بيزنطة, قبيل الفتوحات الاسلامية؛ برز اليهود
إلى مركز قيادي في شمال افريقيا. وبعد أن ساد الاسلام شعوب شمال افريقياء احتفظ
عدد من البرير بديانتهم اليهودية ممنتفعين بروح التسامح التي سادت البلاد الاسلامية
ازاء الأقليات الدينيّة.
وعاش اليهود الأصليون والبربر المتهوّدون: إبّانَ العصور الوسطىء حياة هادئة.
وهيأت لهم معرفتهم باللغات الاوروبية أن يلعبوا دور الوساطة في الأعمال التجارية
والديبلوماسية بين الدول المغربية من جهة والدول الاوروبية من جهة أخرى. وقد حاول
الباحث اليهوديء. اوزامبيت. دراسة أوضاع يهود الجزائر في الثلاثينات والتعرف إلى
أصولهم من خلال تركيب الأسرء فوجد أن نسبة 54/ منهم ذات تركيب بربري» و7١ /
من اشتقاق عبريء أما ال 75٠ الآخرون فوجد أنهم من أبناء النازحين من اسبانيا أو
من دول اورويية اخرى. أما عن حياتهم» فيقول: «ان الوحدة كانت تجمعهم مع سائر
مواطنيهم بحيث أنهم كانوا يتقاسمون الخيرات والويلاتء إذا ماحدثت. والشيء الظاهر
هى أن الوحدة الدينية كانت أيضاً تجمع كل اليهود في المغرب دون الأخذ بعين الاعتبار
أصلهم الديني» بعكس ماكان يحدث في اوروباء بحيث لو اعتنق أحد اليهود المسيحية
يظل انتماؤه القديم يلاحقه وينعكس عليه»(20.
الملاحظة الثانية التى يجب تسجيلها هى الكثرة العددية؛ إذ وصل عدد اليهود إلى
نصف مليون شخص موزعين على النحو التالي: 710 ألفاً في المغرب الأقصى؛ ١5١ ألفاً في
الجزائر؛ و5١٠ آلاف في تونس©). وهكذا كانت الجالية اليهودية, في المغرب العربيء ثالثة
جاليات العالم بعد جاليتي الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. فلا غرو أن تبذل الحركة
الصهيونية نشاطاً خاصاً لاجتذاب يهود المغرب, لاسيما وأن الجالية اليهودية في المغرب
وجدت دائماً معارضة؛ وذلك لما كانت تتمتع به من ازدهارء لدرجة أن السلطان كان: فيما
مضىء عندما يحتاج إلى بعض المال, لم يكن يجد أمامه سوى اليهود ليقترض منهم.
وما كاد المغرب قبح يفتح أبوابه للعالم الخارجي حتى استقاد اليهود من الصلات
ياوروياء وأخذوا يتقدمون أيضاً 3 المجالين الاجتماعي والثقافي. وكانت توئنس أسيق من
المغرب الأقصى في هذا الانفتاح؛ فقد عمد أحمد باي إلى استخدام اليهود في الادارة, جنباً
إلى جنبء مع سائر المواطنين» وتطور الأمر أكثر في عهد محمد باي الذي قرر إلغاء - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)