شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 115)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 115)
- المحتوى
-
السلء والمستشفى سيطعمني ويعالجنيء لكنه لن يطعم زوجتي وبناتي.. أرجى أن تكون قد
فهمت».
وظل «أبو خميس » يكافح الموت. حتى «سقطت كفه على صدره: وأسدلت الغطاء على
وجهه الهارب من الحياة».
والفلسطيني محاصر بالمخابرات المحلية «والقتل ف حوادث السيارات» في هذه المدينة,
يعني أن القتيل أعيد قتله, يعد أن تم ذلك تحت نير التعذيب» لتدفن الجريمة وتضيع معالمها
تحت عجلات سيارة مجهولة تمزق الجسد الميت».
وهو محاصر بإحساسه بتفاهته, الذي تولد من كونه لادور له: «أنا تافه.. ثمانية
وعشرون عاماً عشتها دون أن أحقق شيئأ».
والفلسطيني دون أن يقرر شيئاً. يقتلع من أرضه؛ وتسحقه مدافع الأعداء. (الشمس
تذوب).
هذأ الفلسطيني لا يمتلك سوى ذاكرة مشحونة بالموت. وسوى مونه المؤكد : «كم سنة
يمكن أن يعيش المصدور؟».
الدلالة من خلال السياق
إن وضع هذه القصص في سياقها التاريخيء» وفي سياق حياة زعيم سياسي بارزء
يمنحها الدلالات العميقة, التي افتقدتها هذه القصصء بسبب كونها بدايات, لم تكتسب
النضج والاكتمال. ولهذا سوف ينصرف حديثنا إلى كونها وثائق نفسية واجتماعية» قبل أن
نتحدث عن أمكانياتها الفنية المضمرة؛ والتي كانت تشير الى موهبة حقيقية لم تتح لها
ظروف حياة القاص أن تبلغ مداها.
هذا الفلسطيني في هذه المجموعة المعبّا موتاً: ذاكرة وذكرى ومصيراً. وفي
أحيان: توقاً, هل يعيش تلك اللحظة المخيقة. حيث حسب المصطلح الفرويدي أن غريزة
الموت انتصرت فيه, وأصبح شخصية نيكروفيلية (أي عاشقة للموت) تسعد بانطفاء الحياة؟
الواقع, أن القراءة المتمعنة لهذه القصص تكشف عن اليأس. ولكنه يأس مثايرء
يحاول جاهداً أن يقتلع الموت,. فيفاجئه الموت عند المنحنى2 من حيث لايتوقع. أن دفع
الوجود الفلسطيني إلى قلب مأزق العدم يحفل دلالته. انه رفض لكل عزاء فردي وخاص.
أن الفلسطيني» وقد انحصرت خياراته في خيار وحيد: أن يختار الموت الذي يعجبه: قد
وضع الأسس النفسية للعنف الثوري.
إن هذا الموت الذي يخنق الذاكرةء. ويحدد الفعلء: قد أوجد الخيار ونقيضه: اليأس
والثورة. لن تتخلص الذاكرة الفلسطينية من أشباح الموتى إِلَآ بالعنف.
وهذه القصص لاتكتفي بهذا التجريد (الحصارء اليأسء الثورة): ولكنها تملا هذا
116 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)