شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 116)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 116)
- المحتوى
-
التجريد بالدلالات الاجتماعية. ان اختيار النماذج والحالات: هناء يجيب على سؤال مطروح
سلقاً: أي فلسطيني نعني؟
انه بالقطع ليس البورجوازي الفلسطينيء فهو لايجد له مكاناً في هذه القصص. إنه
إنسان قد اختار خلاصه الخاصء انتمى الى البورجوازية أو البيروقراطية المجاورة وتجاوز
مأزقه.
ان ماتعنى به هذه القصص هى الفلسطيني الفقير. وهو. حتى وان مارس ثورته
الاجتماعية. فلا طبقات عليا يثور عليها ليستعيد حقوقه. انه مقتلع حتى من حلبة الصراع
الاجتماعى.
وليس هذا وحده هو الارهاص الوحيد بذلك الطابع الفريد للثورة الفلسطينية: ثورة
تبحث عن أرضء وغليها أن تقتحم أرضاً زرعها الأعداء بالجنود وبالسكان: وبمعنى آخر,
انها ثورة اجتماعية: ولكن عنصرها الأساسي هو الفدائي.
إننا هذا نعيش إرهاصاً للفدائي عبر معطيات متعددة:
(أ) ان معظم الشخصيات تسير نحو موتها مفتوحة العينين. هذا ما نجده عند «أبى
خميس» الذي يختار موته حتى تعيش زوجته ويناته. وهذا مافعله ذلك الأخء الذي مات في
أقبية مخابرات دولة؛ غير محددة الهوية. وهى مافعله «جبر» حين اختار الموت أمام الديايات
اليهودية الزاحفة حتى ينجو زملاوٌه. وهى مافعله بطل قصة «واتهار الجدار».
(ب) الارهاص الآخر للفدائي» هى أن كل أساليب الفعل قد امتنعت أمام هذه
الشخصياتء ولم يبق أمامها سوى الاستشهاد. حتى أقل القصص إيحاء بذلك تحمل هذه
الدلالة. أعني بها قصة «سلة الملوخية». فحين تمددت كومة الملوخية كالجثة؛ لم تفعل ذلك
بمنطق الاستعارة والتشبيه البلاغيين. بل كانت إيماء الى المصير المأزق: اذا أكلنا اليوم»
قسنعيش بلا طعام أربعة أيام قادمة «والجثة الممددة التى أطبقت بأصابعها المعروقة على
رقبتي حتى انتزعت مني قوت أربعة أيام طويلة». أوليس شراء اللحمة؛ هناء تجسيداً وإيماء
الى فعل استشهادي؟
(ج ) ان مجانية هذا الموت تطالب بملء هذا الموت بمضمون الحياة. ففي قصة
«وانهار الجدار» يقبل الراوي موته, بل يكاد يفرح به لأنه تافه لم يحقق شيئًا هاما في
حياته. انه ميت قبل الموت. فكيف يُكسب حياته معنى؟ كيف يمكنه أن يفعل ذلك وسط
ظروف الحصارء التى تحدثنا عنها منذ قليل؟
ان الاجابة على هذا التساؤل تفرض علينا فرضاً: حتى يكون لحياة الفلسطيني معنى»
حتى تمتلىء بالدلالة والانجاز. يجب أن يكون لموته معنى. ان هذه المعادلة المقلوية هي القدر
الفلسطيني. ويهذا يصبح الاستشهاد هى الوسيلة لملء حياة سابقة من الاذلال والتفاهة
واللاجدوى.
(د ) كما ذكرناء فان الأموات - الشهداءء أو الضحايا الشهداءء يلقون ظلالهم
بكثافة على الأحياء, في هذه المجموعة. انهم يرسمون, بشكل ماء طريق الأحياء. «محمد
11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)