شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 121)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 121)
- المحتوى
-
وبالطبع فإننا لانستطيع ان نأتي بالمزيد من الاستشهادات, بسبب طول هذين
الاستشهادين,. وضيق الحيز.
ماذا نستشف من وراء هذين الاستشهادين؟
اننا نستشف أولاً. تلك المجاهدة في امتلاك اللغة والسيطرة عليها. ثانياً. نكتشف
ان تلك المجاهدة كانت نتاج محاولة للاختراق والتجاوز. انها تخترق المصطلح البلاغي
العربي المكتفي بذاته. بجرسه أو إيقاعه, أو براعته لتعبر عن صورة. وهى لا تكتفى بهذاء
بل تتجاوزه الى نقل الصورة لناء وعبرها الانفعال الذي يملأ روح الشخصية التي ترى
وتشاهد. لقد هبط منذ قليل من الطائرة. وأزيز محركاتها «ومذاق القىء يفسد طعم
لعابه..» لذلك يبدى العالم مجرد حركة ميكانيكية للصعود والهبوط. ان انشغاله بذكرى
الأب المتوفي لايتيح مجالً للتأمل. ولكن الحاجز يتحطم عند مشاهدة الطفل. «اصراره
الطفولي وعناده اللين الطري» نفذ اليه. عندها «ود صادقاً أن ينحني ليحمله بين ذراعيه».
وفي الصورة الأخرى, نجد الصبي منفياً وسط المطبخ الواسع. أن ذلك النفى ينتقل
الينا عبر الدمية المكسورة. الملقاة بإهمال في مكان مهجور.
ان علينا هنا أن نبحث عن الدلالات السايكولوجية لهذه اللغة بالنسبة للفنان.
الفنان دائماً يبحث عن لغته الخاصة. وبالنسبة للفنان الحقيقى يحمل هذا البحث دلالة
التجاوز.
ولكن ما الذي يتجاوزه؟
لقد سبق التعبير عن هذا الواقع عبر أشكال وصيغ. ولا كانت تجربة الفنان؛ في
جانب منهاء فريدة وخاصة بهء فعليه أن يجد وسيلة للتعبير عن هذا الجديد. قد يقتصر
التعبير على إعادة انتاج الأشكال والصيغ القديمة. عندها نعتبر الفنان فاشلاًء وخائناً لما
هو فريد وخاص به. وعندما يبدع الفنان يكون قد نقل اللغة, والشكل الجمالي أيضاً من
العالم طازجاً.
ألا يفعل الجميع ذلك؟
لا. معظمنا يرى العالم تكراراً لصيغ جاهزةء لايحتاج الى أسماء جديدة, ولا الى
لغة جديدة. ان ميزة الفنان هي إحساسه بهذه الجدة, والحاجة في التعبير عنها وتوصيلها.
١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10671 (4 views)