شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 127)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 127)
المحتوى
بدقة, بحيث لا نعتبر أنه لابد من وجود فوارق بالمعنى الكلاسيكي بين الطبقاتء وبالمقابل لا يجوز اعتبار أن
الفروق قد تلاشت بين الطبقات, كما يحاول أن يصور البعض.
وعند النظر إلى أوضاع الفئات المسحوقة. يمكننا إدراك القصد مباشرة: هنالك تداخل كبير بين
' صفوفهاء الطبقة العاملة التي نمت نمواً كبيراً بعد العام 15717, نمت في الواقع على حساب الفلاحين
الصغارء ولكتها أيضاً لم تنفصل عنهم بالكامل كما يحدث عادةء بل إن العمال الجدد لم ينفصلوا بمعظمهم
عن الريف.
في العادة, تلعب المدينة دوراً هامأ جدأ في تكوين الطبقة العاملة وبلورتهاء وتحسين مزاياها. وتطور
الصناعة في المدينة هو الذي يلعب الدور الأكبر في هذه العملية. فمن المعروف أن أهم ما يمنح الطبقة
العاملة وعيها الطبقي هو الإحساس الجماعي الذي ينبثق ويتصور في المؤسسات الصناعية؛ الاحساس بأن
عناصرها ينتمون إلى/ ويعتمدون على بعضهم البعض, وأنهم مستقلون وتابعون للرأسماليين أنفسهم. وليس
من قبيل الصدفة أنه حتى عمال المؤّسسات الصغيرة (بالرغم من تدني مداخيلهم) يميلون أكثر للنوازع
الفردية والبرجوازية الصغيرة.
فأين عمالنا من هذا الفهم؟
(1) لميهاجر عمالنا إلى المدينة؛ بل نسبة الذاهبين للعمل في إسرائيل والعائدين يومياً إلى الريف
تبلغ 77,5 /ز من مجموع الذاهبين للعمل في إسرائيل.
(ب) يعمل معظم العمال العرب في المؤسسات الصغيرة, ويمارسون الأعمال الدنيا في سلم الوظائف
الاسرائيي.
(ج) العاملون منهم في الصناعة الكبرى (وهم أقلية) يعملون وسط مجموعات من العمال
الاسرائيليين المعبئين ضدهم عنصرياً وقومياً. وهذا عامل قلَما تم الالتفات إليه, على الرغم من أهميته.
( د ) يعمل الجزء الأكبر من العمال (ويالدات إذا أخذنا بعين الاعتبار الأعداد غير المسجلة رسمياً في
مكاتب العمل) على أساس الأجر اليومي. لأنه يوفر لهم دخلا يومياً أعلىء في الوقت الذي لااتهمهم فيه
ضممانات التأمين الصحيء الشيخوخة:؛ أو غيره؛ لأنهم لاينالونها في كل الأحوال؛ وهذا الأمر يجنده أيضاً
كل هذه الصفات لعمالناء وعلى رأسها غياب التنظيم النقابي حتى الآنء ترسخ النوازع البرجوازية
الصغيرة الفردية أساساً.
ان علينا أن نعتبر أن الظرف الحالي يمكن أن يشكل الأرض الموضوعية لاكتساب طبقتنا العاملة
مزاياها الثورية ولكن هذه العملية مليئة بالتناقضات وتحتاج إلى فترة زمنية غير مقيدة. ومن ناحيتنا لابد
أما أبوعيطة, فهو يريد أن يقلل بشدة من مستوى تشكل الطبقة العاملة لينفي أية مسؤولية على
القوى السياسية التي لم تنتزع المبادرة لتنظيمها نقابياً وسياسياً. مستنداً إلى خصائص عمالنا الذين
لم يقومواء حسب رأيه «بمعارك مطلبية ملموسة» مهملاً كل النضالات السياسية التي قاموا بهاء والتي
تعتبر بحق جوهر النضال الطبقي في مثل حالتنا.
وهكذاء فبدلاً من أن يفعل أبوعيطة. كما فعل جفال ومصلح, وبدلاً من أن يضع مسالة التنظيم
النقابي في مقدمة سلم الأولوياتء نراه يسوق كلاماً إنشائياً لحل المشكلة العالقة. حيث يقول في اليند رقم
«4» من كتابه: أن من الجيد أن ‎١‏ ألف عامل قد أنتسبوا إلى اتحاد نقابات العمالء ويتحدث عن أن باقي
أفراد الطبقة ستنخرط في النقابات بسبب تحسن مزاياها الداخلية» ونظراً نسيرها التدريجي نحو الاستقرار
والثبات...
١ /
تاريخ
ديسمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)