شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 158)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 158)
- المحتوى
-
لقد كانت الوثيقة (الميثاق) التي ناقشها لقاء صوفيا تستند الى المبادىء التالية:
أولاً: تحديد هوية اللجنة. بأنها لجنة تدافع عن الصحافيين التقدميين والديموقراطيين.
ثانياً: تحديد مضمون سياسي لعمل اللجنة. يوضح أنها لجنة تعمل ضد الاضطهاد الذي يقع على
الصحافيين من قبل القوى الامبريالية والعنصرية والفاشية والدكتاتوريات العسكرية, وكافة أشكال القمع
الأخرى.
وقد ناقش أعضاء لجنة المبادرة مسودة الوثيقة باتجاهين: الاتجاه الأول مثله مندوب فلسطين (بلال
الحسن), داعياً الى ضرورة تعميق المضمون السياسي لميثاق اللجنة, وذلك بإضافة مقدمة سياسية له,
وبتحديد أنواع وانماط الاضطهاد التي يتعرض لها الصحافيون بإُكبر قدر ممكن من التفصيل. وهنا أشار
مندوب فلسطين الى ضرورة إضافة الصهيونية إلى جملة التيارات والأنظمة التي تضطهد الصحافيين؛ وذلك
انسجاماً مع قرار الأمم المتحدة الذي اعتبر الصهيونية حركة عنصرية: ومع قرار مماثل لمنظمة الأونيسكو,
وقرار ممائل آخر لمنظمة الصحافيين العالمية» اتخذ منذ العام .191/١ أما الاتجاه الثاني في المناقشة: فقد مثله
آنذاك بيار غابوري: سكرتير الرابطة الدولية للحقوقيين الديموقراطيين» الذي دعا في كلمة مطولة الى إعلان
ميثاق للجنة. يكون هدفه كسب أوسع قطاع مُمكن من الصحافيين والمؤوسسات المهتمة بحرية الفكر إلى ميدان
عمل اللجنة. وتطبيقاً لذلك اقترح اختصار اسم اللجنة بحيث يصبح ٍ «لجنة الدفاع عن حقوق الصحافيين»,
لأن إضافة التقدميين والديموقراطيين للتسمية ييعد عنها قطاعاً واسعاً من الصحافيين العاملين في المؤسسات
الغربية: والذين من المفيد أن نكسبهم. كذلك اقترح غابوري اختصار المواصفات السياسية الواردة في الميثاق
الى أقل قدر ملك من المفاهيم الأساسية؛ باعتبار أن هذه المفاهيم العامة تضم كل المفاهيم التفصيلية
الأخرى, وباعتبار أن العمومية تخدم أيضاً في كسب القطاعات الأوسع من الصحافيينء بينما يودي كل
تفصيل الى افقاد اللجنة تأييد قطاع من القطاعات.
وقد بقيت هذه الملاحظات في ختام لقاء صوفيا مجرد ملاحظات: وجرى بحثها من جديد في ندوة قارناء
من خلال اجتماع خاص عقدته لجنة المبادرة. للبت النهائي بمشروع الميثاق. وقد سيطر على هذا الاجتماع
توجه لإقرار الميثاق بالصيغة التي يقترحها غابوري. ومن ضمنها توجه لعدم ادراج كلمة الصهيونية على
اعتيار أنها تندرج في اطار كلمة العنصرية. وقد ناقش المندوب الفلسطيني ضد هذه الصيغة مطولاء وإزاء
اصرار الطرف الآخر على موقفه, لم يكن هناك من حل سوى الاستماع الى رأي أعضاء الندوة ومعرفة
توجهاتهم.
أثناء ذلك. كانت ندوة قارنا قد عقدت أكثر من جلسة عامة:؛ القى فيها رؤساء الوفود كلمات شرحت
أوضاع الصحافيين في بلادهم. ثم توزعت اللجنة على لجنتينء ناقشت الأولى وقائع اضطهاد الصحافيين في
العالم, وناقشت الثانية نمط العلاقات الاعلامية السائدة بين الدول الغربية ودول العالم الثالث. ووسائل
مواجهة الاعلام المضاد لمصالح هذه الدول. وقد تقدم وفد فلسطين الى الندوة بمذكرة شاملة عن أوضاع
الصحافيين في المناطق المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة)؛ وألقيت في الندوة كلمة باسم فلسطين أثنت على
فكرة تشكيل اللجنة, وذكرت أنواع الاضطهاد الذي يتعرض له الصحافيون الفلسطينيونء» وآخرها أغتيال
ماجد ابوشرار في روما قبل انعقاد الندوة بأيام. وقد سجلت كافة التوصيات التي تقدم بها وفد فلسطين في
تقريري اللجنتين. مع تركيز خاص على ادانة ورفض الايديولوجية الصهيونية وممارساتها الارهابية ضد
الصحافيين الفلسطينيين. كذلك تضمن التقريران اشارات مركزة حول اضطهاد الصحافيين الذي تمارسيه
أنظمة التمييز العنصريء في افريقياء وأنظمة الديكتاتوريات العسكرية في أميركا اللاتينية.
وكنتيجة للمناقشات العامة التى دارت في الندوة, وكذلك نتيجة للمناقشات التي دارت في اللجان: بدا
واضحاً أن توجه الندوة يختلف عن التوجه الذي يسيطر على مناقشات لجنة المبادرة» وأن عرض الميثاق بالتالي
للمناقشة العامة سيؤدي الى اثارة نقاط كثيرة, والى طلب ادخال تعديلات متنوعة تعبر عن جو المناقشات.
١8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6710 (5 views)