شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 165)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 121 (ص 165)
- المحتوى
-
لعل هذا الإيجاز لوقائع المهرجان. يظهر أن أنشطته لم تكن قليلة.
يضاف إلى هذا أن لجنة التحكيم التى تمثلت فيها سوريا بشخص واحد. رأسها المخرج السوفياتى
الشهير ازيروف» وضمت» إلى جانيه, الكوبي «الفاريس»» أحد أهم مخرجى الأفلام الوثائقية؛ وذلك إلى
جانب سينمائيين من مصر والجزائر وتونس. وقد عملت اللجنة بنشاط في ظل تحضيرات لم تكن كلها
ملائمة.
كل هذا النشاط. أضفى على المهرجان هذا اللون من الحيوية الذي يرافق المهرجانات السينمائية في
العادة, وأطلق العنان لسلسلة دافقة من المناقشات داخل اجتماعات لجنة التحكيم؛ وفي الندوات وخارجها.
وأسهمت وسائل الإعلام السورية في إشراك الرأي العام بالاهتمام بالمهرجان. فخصصت الصدف والمجلات
السورية صفحاتها الثقافية لشؤون المهرجان: وفعلت الإذاعة, وكذلك فعل التلفزيون السوريء شيئًاً مماثلاًء
بالإضافة إلى الزوايا والبرامج الخاصة التي. رافقت أيام المهرجان العشرة.
غير أن هذا كله, على إيجابيته وحيويته, لم يحل دون بروز سلسلة من الملاحظات السلبية, التى
جعلت من المشروع طرح السؤال الذي بدأنا به. ا
فالإعداد للمهرجان» بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها لجنته التنظيمية» ورئيستها وزيرة الثقافة
السوريةء الدكتورة نجاح العطارء حمل كثيراً من أمراض الارتباك والفوضى. حتى ان أيام المهرجان الأولى
انقضت دون أن يعرف المشتركون فيه, معرفة يقينية؛ القائمة النهائية لأفلام المسابقة. وهناك أفلام وصلت
إلى دمشق بعد بدء المهرجان» وأخرى كانت منتظرة ولم تصل بالمرة.
والندوات التي كان من المأمول أن تتوج أنشطة المهرجان» وأن تبلور أوضح وأهم اتجاهات
الحركات السينمائية في البلدان المشاركة: أديرت على نحو انطلق في الغالب من الرغبة في مجاملة الوفود
المستضافة وتجنب إثارة حساسياتها. والأهم من هذا أن الوقت المتاح للندوات لم ينفسح بحيث يكفي
للمناقشات الحارة والمستفيضة التي يحتاجها البحث في التجارب والهموم المتعددة موضع العناية المشتركة؛
فما من ندوة استغرقت أكثر من ساعتين. وينطبق هذا أيضاً على الندوة العامة التى كان موضوعها السينما
والجمهورء وعلى ندوة نقابة الفنانين. ثم ان جميع الندوات جرت بغير تحضير مسبقء باستثناء ندوة النقابة
التي أدارها السينمائي السوري صلاح دهنيء مستهلاً إياها بورقة عمل مسبقة ضضمنها خبرته الطويلة في
الميدان الذي تتناوله الندوة: وهو القطاع العام والسينما. ولولا هذه الورقة. التي أدت إلى صب النقاش في
أقنية الموضوعء لما زادت الندوة عن كونها لقاء مجاملة تعده نقابة الفنانين السوريين لضيوف المهرجان.
وعلى الرغم من هذه النواقصء كان المهرجان مناسبة تستحق الجهد الذي بذل من أجلها والمال
«القليل» الذي صرف عليه. وقد كان كذلك خصوصاً بالنسبة للسينمائيين العرب الشبان (الشيوخ غابوا )
الذين يتلمسون طريقهم بجدية كاملة نحو سينما جادة تتجاوز أطر وطروحات السينما العربية التي
كرسها الانتاج التجاري المصريء أو المقلد له. على مدى عشرات السنين. ١
وقد كان من شأن أفلام من نوع: «لحن عن تشيلي» و «الباقون الأحياع» الكوبيين, ق: «بقايا صور»
و «التقرب « و «حادثة النصف متر» السورية. و «عزيزة» التونسي, و «أنيساء الريح» الجزائري, أن
تفتح العيون بأمثلة عملية على مصداقية السينما التقدمية ومشروعيتها في البلدان النامية» وعلى إمكانية
تحقيق إنجازات كبيرة» أو معقولة, في ميدانهاء على الرغم من الشكوى من ضعف الامكانيات المتاحة
وقصورهاء ومن ضيق هوامش حرية التعبير.
كذلك, كان من شأن مناقشات الندوات أن تضع اليد على الهموم المشتركة لسينمائيي البلدان
النامية» وأن تظهر العلل التي تعترض سبيل تطور السينما التقدمية وأن تشير إلى وسائل تجاوزها. وعلى
الرغم من قصر الوقت المتاح للندوات: ظل من الممكن التعرف على آراء سديدة وعميقة ساهمت في بلورة
1١5ه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 121
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)