شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 21)
- المحتوى
-
الأزهر من ملجا للكسالى والمعدمينء الى موقع ثقافي. عندما أدخل على مواده القديمة وكتيه
الجامدة. علوم الحسابء الهندسةء الجبرء الجغرافيا والتاريخ2, لأول مرة. وقاد داخل
الأزهر وخارجه, حملة تحرير الدين من الشوائب. فساند دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة*,
وأجاز لبس القبعة للمسلم. وصحة دفع الفوائد من صندوق التوفيره وأصدر فتوى بعدم
تحريم التصوير.
وعلى قاعدة «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح». رفض محمد عيده تعدد
الزوجات. مشيراً الى الآية القرآنية «ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم»,
والى الظروف التي نشاً فيها هذا النظام. ويخاصة على يد من احتكروا الرئاسة والثروة
في العصر الجاهلي.
ومايز محمد عيده بين الاسلام والاستسلام فأكدء في جريدة «العروة الوثقى»», أن
من أسياب حفظ الأمة «الاتحاد وعدم الاعتماد على الأجنبي والشورى». واستكمل في
جريدة «المنار» دعوته, معتيراً أنه من سمات الأمة الصالحة الا «تقبل الأمراء والحكام
الفاسدين الظالمين: بل تسقط بهمء اذا نزوا على مصالحها وثولي الخيان»().
انذاك. كانت مصر تقدم ممثلها الجديدء الزعيم مصطفى كاملء: كبطل للدعوة
الاستقلالية. ورغم التفاوت بين زعيم البرجوازية المصرية الناشئة؛ وبين الخديوي توفيق»
الحاكم بحراب الانكليزء وممثل الاقطاع والأرستقراطية العائلية فان القاعدة التي شرعها
الخديوي وقف فوقها مصطفى كاملء وامتدتء من بعدهء الى محمد فريد وسعد زغلول.
فالكل حرص على استبعاد العنف الجماهيري والكفاح المسلح كطريق لمجابهة الاحتلال؛
ولجأ مصطفى كامل وورثة نهجه. الى الاعتماد على الصراع بين الدول الاستعمارية
الأوروبية» ومحاورة الاستعمار بأسلوب سلميء يعتمد المناظرات الكلامية «من خطب,
مؤتمرات» ندوات: مقالات: أشعار. رسوم وصداقات مع مؤلفين وكتاب»(١).
هكذا تتلمذ عز الدين القسام على يد الشيخ محمد عبدهء وعلى يد دروس عصره في
مرحلتي هزيمة عرابي وأساليب مصطفى كامل. فوجد في الأول الثائر والمصلح الاجتماعى.
لا الأداة الميتة في العمة والقفطان. ووجد في دروس عصرهء ما أبعده عن قيادة الأفندية
و«البكاوات» وأساليبهم في النضال. وهي الدروس التي طبقها في شمال سوريا عبر
الثورات المسلحة.
ومما يروى عن القسامء في هذه المرحلة. أنه عانى وزميله عز الدين التنوخي, من
انذقطاع المصاريفء ونفاد ما بحوزتيهما. وفقد التنوخي الأمل بامكانية الخروج من المأزق»
وظل يحاور القسامء عما يفعلانه؛ فاقترح القسام قائلاً:
ستعمل هريسة ونبيعها للطلاب!
فاستفظع التنوخي الأمرء وفي محاولة للتملص قال:
(#) قال الشيخ رفاعه الطهطاوي 17-0١( 1877١)ء في كتابه «المرشد الأمين للبنات والبنين»: ان العمل
«يصون المرأة» عمّالا يليق» ويقربها من الفضيلة». ودعا المرأة» عند اقتضاء الحال «أن تتعاطى من الأشغال
والأعمال ما يتعاطاه الرجال, » على قدر قدرتها وطاقتها». وحض النساء على التعلم ليشاركن الرجال في «الكلام
والرأي». وبذلك استحق لقب أول داعية لتحرير المرأة في القرن التاسع عشرء في مصر. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)