شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 41)
- المحتوى
-
ومنع «الجماعات المسلحة» (أي المتطوعين العرب) أو القادرة على حمل السلاح من
الدخول اليه. ولكن غروميكو اعترض على مشروع القرارء مطالباً بتعديل النص حتى لا
يمس بحق اليهود في الهجرة الى فلسطين, وكذلك اخراج الجماعات المسلحة التى كانت قد
دخلت الى البلدء ومنع مثيلاتها من الدخول مستقبلاٌ اليه. كذلك امتنع غروميكوء ومعه
مندوبا أوكرانيا وكولومبياء عن التصويت على القرار الذي اتخذه مجلس الأمن» يوم
'" نيسان (أبريل), بشأن اقامة لجنة هدنة مؤلفة من القناصل في فلسطين. ثم صوت.
ومعه مندويو الدول الاشتراكية الأخرىء. ضد القرار الذي اتخذته الجمعية العمومية يوم
4 أيار (مايى), والقاضي بتعيين وسيط دولي لفلسطين (برنادوت) واعفاء لجنة الأمم
المتحدة, المكلفة بتنفيذ التقسيمء من مهامها؛ بينما امتنعت الدول العريية» ومعها بعض
دول أميركا اللاتينية» عن التصويت.
غير انه لم يكن باستطاعة الصهيونيين استغلال هذا الموقف بأقصى مداهء خشية
من إثارة حساسية الأميركيين. ومن ثم فقدان دعمهم المتوقع. وهى مالم يكونوا على
استعداد للمجازفة به. فقد كان هدف السوفيات من تأييد مشروع التقسيمء على حد
تعبير بيرل لوكرء عضو ادارة الوكالة اليهودية في لندن» ايجاد موطن قدم لهم في الشرق
الأوسط (ص 55١)؛ وذلك باحداث تغييرات في المنطقة, ناجمة عن تقسيم فلسطين وانشاء
دولة يهودية فيهاء تدفع الى بلورة قوى جديدة في العالم العربيء تحارب الامبريالية
الغربية وتسهل بالتالي دخول السوفيات اليه (ص .)١١١ ونتيجة لهذا التنافس بين القوتين
الكبريين» أدرك الصهيونيون بسرعة أن مقترحاتهم الداعية الى اقامة قوة دولية» تشرف
عليها الأمم المتحدة. وتتولى تنفيذ قرار التقسيم لن ترى النورء .لأن مجرد الحديث عن
اقامة تلك القوة, التى لم يكن بالامكان اقامتها دون اشتراك السوفياتء كان يثير مخاوف
الأميركيين من السوفيات (ص 56), الذين أدركوا بدورهم أن الأميركيين يعارضون
اقامة تلك القوة» لمنع قوات سوفياتية من الوصول ضمنها الى فلسطين (ص .)٠١١
ولم يكن هذا التقدير الصهيوني للموقف الأميركي من السوفيات بغيداً عن الواقع.
ففي حديث بين جورج مارشالء وزير الخارجية الأميركي: وأرنست بيفنء» وزير الخارجية
البريطاني. جرى في لندن في أواخر سنة 15517. اتفق الاثنان على أن هدف السوفيات من
تأييد مشروع التقسيم هو خلق «بلبلة عامة» يمكن أن تفيدهم عندما ينشب القتال بين
اليهود والعرب في فلسطين (الوتائق الأميركية لسنة ,١9141 ص7١15١). ولذلك حرص
الصهيونيون: لتجنب اثارة حساسية الأميركيينء: على الحفاظ على «مسافة ماء في علاقاتهم
مع المعسكر الاشتراكيء واكتفوا فقط باتصالات «رسمية» معه. كانت تتم عادة مع
غروميكو؛ وذلك دون «النظر بسلبية مطلقة الى محاولات الاتصال بين دوائر [صهيونية ]|
معارضة وبين دول المعسكر السوفياتي» (ص055). وكان من بين هذه «الدوائر
المعارضة» جماعة ليحي (عصابة شتيرن)., التي كانت تقيم تلك العلاقات بواسطة قنصلية
دوغوسلافيا في فلسطين (ص 5087).
ولكن الصهيونيين حرصواء من ناحية أخرىء على اقامة اتصالات مع عدد من
الدول الاشتراكية بهدف تسهيل هجرة اليهود منها الى اسرائيل. قبيل اقامتها أو بعد
ذلكءثم شراء السلاح منهاء بعد أن فرض حظر أميركي على تصدير الأسلحة للشرق الأوسط. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22391 (3 views)