شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 70)
- المحتوى
-
ولم يكن الرئيس الاسرائيلي وحيداً في استشعاره لخطورة الانقسام العرقي الذي
طفا على السطح وغدا «سمة مزعجة» في الحياة السياسية الاسرائيلية(4'). فقد كتب
بيرنارد أفيشاي مقالة نقدية لاحظ فيها «أن الحملة ذات الجوهر التي سبقت انتخابات
"٠ حزيران (يونيى) ]١5481١[ قد كشفت في الحقيقة عن بلد ممزق تماماً وبقوة [في
المجالات] الأيديولوجية, والطبقية» وتباين الأجيال: والمواقف من الدين والقانون [الديني]
اليهودي بصيفته الأرثوذكسية». ويستطرد أفيشاي قائلاً: ان الحملة ذاتها كشفت «بشكل
أكثر حسماً» التمزق القائم على أساس «الأصل العرقي [بحيث] كان تجميع الشتات...
مسألة أبسط من توثيق أواصر الأمة»(66). بل ان ديفيد غارتء. مستشار مناحيم بيغن في
الانتخابات الأخيرة2 أشار الى أن أصوات الاشكنازيم ذهبت الى حزب العمل المعارض
بسبب «التحول الحاسم في آخر دقيقة قبل الاقتراع [حول] المسألة العرقية»(' '). غير أن
هذه الأخبار السيئة لم تكن أكثر من وجه واحد للعملة الانتخابية عينهاء ذلك أن بيغن
سرعان ماهلل للانقسام العرقي على أساس أنه سيجعل «المتدينين والقوميين والشرقيين»
ينضمون الى معسكره('').
وفي ضوء هذه الحقائق. يصبح أمراً مشروعاً التساؤل عما اذا كانت ظاهرة
الانقسام الانتخابي المستند الى الانقسام العرقي والتي تفترس الحياة السياسية
الاسرائيلية هذه الأيام ظاهرة جديدة أم لا. وفي هذا المجالء لابد من تتبع موجز لتاريخ
السلوك الانتخابي عند اليهود الشرقيين منذ قيام الكيان الصهيوني حتى العام 161/7 في
مرحلة أولى:» ثم الانتقال بعد ذلك الى تفحص ذلك السلوك بدءاً من الماضي القريب مروراً
بالواقع الراهن وانتهاء بالمستقبل المنظور في مرحلة ثانية.
١9101/-14944 السلوك الانتخابي ١
تؤكد السيدة حنة شاهينء الباحثة في الشؤون الاسرائيلية, أن «الغليان الاجتماعي
المتزايد بين أبناء الطوائف الشرقية والذي أدى الى اضطرابات شديدة في اسرائيل... لم
يفرز حركة سياسية مستقلة لليهود الشرقيينء الأمر الذي تثبته نتائج انتخابات الكنيست
منذ دورتها الثالثة وحتى التاسعة»١''). وكان بعض اليهود الشرقيين قد خاضوا انتخابات
الكنيست الأول والثانى في السنوات الأولى من عمر الدولة الصهيونية في «قائمتين
طائفيتين»: الأولى هي قائمة «الاتحاد الاقليمي للسفاراديم وأبناء الطوائف الشرقية».
والثانية هى قائمة «اتحاد يهود اليمن في اسرائيل». وفي حين حصلت القائمة الأولى على
أربعة مقاعد في الكنيست الأول وعلى مقعدين في الكنيست الثاني. حصلت القائمة الثانية
على مقعد واحد في كل من الكنيست الأول والثاني. وبعد أن سارع ممثلا القائمة الأولى
في الانضمام الى حزب مباي «م تنجح [منذئذ] أية قائمة طائفية في تحقيق أي فوز في
الانتخابات الاسرائيلية»("") حتى بعد ازدياد تبلور الاحساس بالتمييز العنصري وبروز
«حركة الفهود السود» وغيرها في السبعينات. ويعود السبب في عجز اليهود الشرقيين عن
العمل في قوائم مستقلة الى نجاح الأحزاب الكبيرة في محاربة جهودهم للعمل المستقل من
جهة؛ ونجاحها في احتوائهم داخل أطرهاء بحيث تلاشى كل جهد مستقل لليهود الشرقيين
من جهة ثانية. وقد توزع هؤلاء الأخيرونء في غالبيتهم: على أحزاب المعارضة حينذاك
ممثلة في تكتل الليكود وسلفه غاحال وعلى الأحزاب الصغيرة نسبياً متمثلة في الحزب
19 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39471 (2 views)