شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 102)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 102)
- المحتوى
-
البسطاء والمتدينين من اليهود «برسالة» المخلص الصهيونيء باعتبارها مجال تنفيذ الوعد
الالهي. لهذا جهد المفكرون الصهيونيون في العمل على استخلاص تعاليم الدين اليهودي
التي تخدم مخططاتهم. وقد صاغوا هذه التعاليم ضمن برامجهم السياسية مستخلصين
منها أبدية اللاسامية والشتات القسري لليهودء والشوق الى صهيونء: وفرض العزلة على
اليهود في «الفيتوات» قسراً. مفسر ين ذلك بسبب من الحسد الذي تكنه الطوائف الأخرى
من الشعوب لليهودء لتفوقهم على غيرهم. وقد ألّف المنظرون الصهيونيون عشرات الكتب
لايجاد التفسيرات والتزويرات المناسبة اتحريف الحقائق التاريخية بما يتلاءم وتبرير
تأسيسهم حركتهم السياسية هذهء مؤكدين أن الصهيونية وجدت كفكرة منذ وجود
اليهودية» رابطين الأجيال اليهودية بعضها بالبعض الآخر منذ آلاف السنين حتى يومنا
هذا. وترى الصهيونية أن هذه الأجيال قد حافظت على «نقائتها العرقي رغماً عن التاريخ».
وقاومت اندماجها في الشعوب التي عاشت بين ظهرانيها بسبب الشوق التاريخي الى
صهيؤن .
لقد صاغ المنظرون الصهيونيون كل هذه الأفكار الغيبية في تعارض تام مع روح عصر
الثورة العلمية التكنولوجية: ليصلوا بالنتيجة الى الدور العالمي لليهودء والمنوط بهم من
قبل الربء باعتبارهم منفذي ارادة الله في الأرضء ويالتالي تبرير «الضرورة» وراء تأسيس
الحركة الصهيونية. في كتيبه «دولة اليهود»*: يقول تيودور هرتسل أن الفكرة التي يأتي بها
قديمة قدم الزمان ذاته(""). ويقفز هرتسل عن حقائق التاريخ مصوراً اللاسامية 00 داء
أصاب شعوب العالم كافة. ولا مجال للخلاص منها الا بحل مشكة اليهود حلا
سياسياً!؟"). فحيث يظهر اليهود تلاحقهمء اللاسامية, والتي هي رد فعل حاقد من قبل
الشعوب الأخرى ضدّ «تفوق العنصر اليهودي». ويقول (862610 .01) «الصهيونية قديمة
قدم سعي الشعب اليهودي في أيام نبوخذ نصر للهيكل»7*'). ويطور حاييم وايزمان هذه
النظرية الصهيونية في اللاسامية بقوله: «ان اللاسامية جرثومة يحملها كل انسان غير
يهودي (06810116) معه, حيث يكون ومهما حاول مراراً انكارهاء (9").
مسألة اليهود والحل الصهيوني
هل يمكن اعتبار الحل الصهيوني لمسألة اليهود هو الحل الصحيح؟ ان حلا صحيحاً
لمسألة اليهود يحتم بالضرورة أولا: تتبع المسار التاريخي لمشكلتهم منذ نشوئها وفي مختلف
مراحل تطورها قبل التطرق الى امكانية الحل.
طرح المشكلة
قد اقترنت اليهودية. عبر التاريخ, بوظيفة اجتماعية اقتصادية: لازمت المجتمعات
الطبقية المستغلة (بكسر الغين), وكانت هذه الوظيفة في أغلب الأحيان هي التجارة أو الربا.
ولن نتطرق هنا الى البحث في مسلسل الوقائع التاريخية التي تؤكد ذلكء فهذه كانت
موضوع دراسات عدة لباحثين اجتماعيين ومؤرخين ماديين حللّوا وقائع تاريخ مشكلة اليهود
في سياق الجوهر المادي لليهودية ذاتها. ويعدٌ مؤلف ابراهام ليون حول هذه المسألة» والذي
(*) وقد ترجم للعربية خط «الدولة اليهودية» - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5025 (6 views)