شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 104)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 104)
- المحتوى
-
امكانيات هائلة للتوسع في المجتمع الاقطاعي»(١). فحيثما أقصي اليهود تدريجياً من البلدان
الغربية» كانوا يثبتون وضعهم باستمرار في شرق أوروبا. لكن «بعد تطور الرأسمالية في
القرن التاسع عشر (الرأسمالية هذه المرةء لا الرأسمالية الحرفية) أخذ وضع يهود روسيا
وبولونيا المزدهر بالارتجاج»29").
يقول ليون: ان اندماج اليهود في أورويا الغربية سار باتساق مع تقدم الرأسمالية.
وهو يعيد عدم اختفاء اليهود تماماً في الغرب الى الهجرة الكثيفة ليهود أوروبا الشرقية نحو
الغربية. هذه الهجرة التي ترتبط أسبابها بالأسباب العامة للهجرة في القرن التاسع عشر
ككل ("). وفيما يتعلق باليهود. فقد اتجهت هجرتهم في بدايات القرن التاسع عشر الى داخل
روسيا والمانياء حيث دخلوا في العمليات الاقتصادية للنظام الرأسمالي وتحديداً في المراكز
الصناعية والتجارية الكبيرة. مما أدى الى ولادة البروليتاري اليهودي للمرة الأولى منذ
قرون (4"). وهكذا فان الرأسمالية «وضعت أسس حلّ المسألة اليهودية لكنها لم تحلهاء(5).
وضعت أسس الحل بما أحدثته من فرز طبقي في أوساط اليهودء فان الذي يميز عصر
البرجوازية» كما جاء في البيان الشيوعيء, «هو انه جعل التناحر الطبقي أكثر بساطة.
فالمجتمع آخذ في الانقسام أكثر فأكثر الى معسكرين كبيرين متعارضينء الى طبقتين كبيرتين»
المواجهة بينهما مباشرة ه هما: البرجوازية والبروليتاريا»(7"). وهذا ما أسهم في تحديد وضع
اليهودي بالطبقة التي ينتمي اليهاء وبالتالي فقد اليهودي خصوصيته التقليدية التي حافظ
عليها في المجتمع الاقطاعي. ولم تحل الرأسمالية مشكلة اليهودء حيث ان المجتمع
البرجوازي الذي نش على انقاض الاقطاع «لم يقض على التناحر الطبقيء بل أقام طبقات
جديدة وأوجد ظروفاً جديدة للاضطيهاد» (29) . في هذا السياقء نفهم اشارة ماركس الى ع3
مسألة اليهود ذروتها مع اكتمال المجتمع البرجوازيء وكذلك ملاحظة ابراهام ليون بأن أزمة
النظام الرأسمالي في القرن العشرين قد زادت من تفاقم المشكلة اليهودية.
الحل الصهيوني
ليس من شك في أن مشكلة يهودية قد نشأت في سياق التطور التاريخى. لكن هذه
المشكلة لم تنش لأن البشرء بالطبيعة ومنذ ولادتهم, معادون للسامية, بل نتيجة تفاقم
مشكلة اليهود ووصولها الى حد الأزمة, مع انهيار النظام الاقطاعي في أورويا الشرقية
وعجز أورويا الغربية الرأسمالية المتطورةء والتي كانت الوجهة الجديدة للمهاجرين
الشرقيين» عن تقديم الحل. هذا العجز الذي هو في صلب النظام الرأسمالي الذي اتسم منذ
ولادته بالأزمات الاقتصادية والبطالة؛ «اذ لايمكن للانسانية التى حققت لها الرأسمالية
متجزات ضخمة: أن تتمتع بكل هذه المنجزات, الا بزوال الرأسمالية ذاتها. فالاشتراكية.
وحدها هي القادرة على دفع الانسانية الى مستوى المرتكزات المادية للحضارة»(*"). من هناء
فان أزمة النظام الرأسمالي العاجز تاريخياً: تعكس نفسها في ظواهره الاجتماعية كتأجيج
النعرات ضضدّ الأقليات القومية أو الدينية» مثلاء والتي يغذيها في أوساط الجماهير الشعبية
لحرف الحقد الطبقي للجماهير عن مساريه الصحيحة. وهذا ما لايحتاج الى برهانء اذ ان
الطبقات المستغلة مارست ولا تزال الشعار التقليدي المعروف «فرق تسد». ومارسته
الطبقات الحاكمة في أورويا الرأسمالية ضدّ شعويها وخارج حدود قارتهاء في المستعمرات. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)