شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 105)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 105)
- المحتوى
-
هذه الطبقات هي ذاتها التى قادت حملات الملاحقة والاضطهاد ضدّ اليهود؛ وهى نفسها
«القابلة القانونية» لولادة الحركة الصهيونية. وهنا تكمن المفارقة الواضحة في ادعاء
الصهيونية انها قامت لتحل مشكلة اليهود بينما هيء في الواقع, منذ تأسيسها وعبر
تاريخهاء حليفة أمينة على مصالح أكثر الطبقات رجعية وأكثرها عداء لليهود. من هنا نتبين
انه في تطلعات البرجوازية الاحتكارية نحو الأسواق الخارجية؛ يكمن السّر في ولادة الحركة
الصهيونية. وليس ف اتطلع اليهود نحو «خلاصهم التاريخي» على أيدي «المخللص
الصهيوني» . وهنا أيضاً يكمن سر نجاح الحركة الصهيونية في اقامة دولتها بالقوة واغتصاب
اراضي الغير. على انقاض المجتمع الفلسطينيء يما استتبعه ذلك من تشريد للشعب
الفلسطيني عن أرضه: وخلق مشكلة جديدة, على الصعيدين المحلي والدوليء هي المشكلة
ان أزمة الحل الصهيوني تكمن منذ البداية» في جوهره العدواني الاستيطانيء والذي
هى جوهر الاستعمار والامبريالية. لهذا يمكننا بحق اعتبار نشوء المسألة الفلسطينية بمثابة
انعكاس صارخ لهذه الأزمة. ويمكننا أيضاً أن نؤكد حقيقة أخرى, وهي أن خلق المسألة
الفلسطينية هو الوجه الآخر للحيلولة دون حل مشكلة اليهود. ١
ولأن حل مشكلة ماء حلا صحيحاً. لايكون بخلق مشكلة أكبر منهاء فان الحل
الصهيوني لمسألة اليهود يدحض نفسه بنفسه. ويكشف عن الهوية الرجعية لهذه الحركة
السياسية التي ظلت طوال تاريخهاء مخلصة لمنشئها الاستعماري. فجاءت وليدة شرعية
لاطماع الامبريالية» ليس في الشرقين الأدنى والأوسط فحسبء وانما في عموم العالم الثالث.
اليهود أمام الحل الصهيوني
تدحض الوقائع التاريخية ما تزعمه الدوائر الصهيونية والامبريالية عن رغبة اليهود
أنفسهم في اشادة «الوطن القومي» والهجرة الى «أرض الميعاد». فمن الحقائق المعروفة
تاريخياً: ٠ على سبيل المثال لا الحصرء ان يهود المانيا رفضوا عقد المؤتمر الصهيوني الأول في
وطنهم المانيا. وهذا ما اضطر الحركة الصهيونية الى عقد مؤتمرها الأول في مدينة بازل
بسويسرا. ومن المعروف أيضاً أن يهود بريطانيا اعتبروا الصهيونية, عند قيامهاء ويالا
عليهم. وليس أصدق من الأرقام دليلاً على عدم حماس اليهود للحل الصهيوني. ففي الفترة
مابين الأعوام 1484٠ 1955ء هاجر الى الولايات المتحدة الأميركية وكندا ما يزيد و
الثلاثة ملايين يهوديء بينما لم يتجاوز عدد المهاجرين الى فلسطين, خلال الفترة ذاتهاء مئّة
وعشرين الفاً ,)55()١7١٠٠١( اصطدم العديدون منهم بقوانين للهجرة سنتها الولايات
المتحدة وأورويا الغربية للحدّ من هجرة اليهود اليها. مما اضطر العديد من هؤلاء
المهاجرين: على غير رغبتهم؛ الى التوجه نحو فلسطين. وقد لعبت الاتصالات الدولية للحركة
الصهيونية دوراً كبيراً في غلق أبواب الهجرة أمام اليهود الى غير فلسطين.
وفيما يتعلق بكثافة الهجرة اليهودية الى فلسطين. خلال سنوات الحرب العالمية
الثانية. فان الأمر مرتيط الى حد كبير بعلاقات التنسيق بين الحركة الصهيونية والسلطات
النازية في المانيا آنذاك. وقد توج التنسيق بين الطرفين باتفاقيات مشتركة أشهرها اتفاقية
هاعفراه(” ؟), ٠ التي عقدت على أساس المصلحة المشتركة للرايخ الالماني والوكالة اليهودية - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)