شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 106)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 106)
- المحتوى
-
لفلسطين. وبموجب هذه الاتفاقيات. حصل الصهاينة على تسهيلات هامة على صعيد نقل
الأفراد والاموال وفتح مراكز التدريب للشبيبة اليهودية قبل مغادرتها الى فلسطين. وقد
وصل التنسيق بين الطرفينء في أحيان عديدة: الى حد التفاصيل. فمثلاً كانت قوائم بأسماء
اليهود الذين يتم اختيارهم لأفران الغاز النازية» تعد وتسلّم الى الغستابى من قبل أعضاء في
المنظمة الصهيونية تمكنوا من التسلل الى قيادة المجالس اليهودية للفيتوات (4). وقد اختار
هؤلاء للموت كلا من اليهود الفقراء والداعين الى مقاومة الحملات النازية. ولم تكن أرواح
اليهود الأبرياءء بحد ذاتهاء تعني شيئاً بالنسبة للصهاينة, الا بما يخدم أهدافهم. فعلى
سبيل المثال» اعترف كاستنرء الرئيس السابق لما سمى باللجنة الصهيونية الخاصة بانقاذ
اليهود المجريينء بأنه قد التزم الصمتء حيال معرفته المسبقة بخطة نازية لابادة نصف
مليون يهودي مجري(”).: مقابل انقاذ بعض «الأعضاء الصهاينة النشيطين». وهكذا يدل
من العمل على انقاذ اليهود من الموتء تم تسليمهم الى الغستابى. وهنا التقت لاسامية هتلر
مع لاسامية الحركة الصهيونية. ولم يكن هذا الالتقاء صدفة املتها الضرورة في لحظة
تاريخية معينة, بل هو في صلب الايديولوجيا والممارسة الصهيونيتين. فقد اعتبر الصهيونيون
دوماً «آلام اليهود شيئاً يمكن أن يجنوا منه ثماراً سياسية مفيدة»9*). وكان هرتسل قد
وصف اللاسامية: في كتيبه «دولة اليهود» بأنها قوة دافعة (1516515840) نحو تحقيق الدولة
اليهودية. وكتب في يومياته. في الثاني عشر من حزيران (يونيو) من العام ١415 يقول:
«سيكون المعادون للسامية أصدقاءنا المؤتمنينء والأقطار المعادية للسامية حليفتنا» ©4). وفقاً
لرؤية هرتسل هذهء أدرك قادة الحركة الصهيونية أهمية دور حليفهم النازي في اعطائهم
الفرصة التاريخية لتحقيق احلامهم. ان أسهمت جرائم النازية ضدّ اليهود الى حد كبير في
خلق رأي عام عالمي يتعاطف مع فكرة اقامة دولة لليهود. وكان للدعاوة الصهيونية
الامبريالية. والضغوط السياسية الدولية التي مارستها هذه الدوائر الأثر الكبير في اقحام
الحل الصهيوني على أرض الواقع.
ويحسبء في اطار ممارسة الصهيونية للاساميتها ضدّ اليهودء ذلك الارهاب المنظم
الذي مارسته تنظيماتهاء ولا تزال» ضدّ تجمعات اليهود في مختلف أماكن تواجدهم. وذلك
من أجل خلق ظروف غير آمنة تحملهم على الهجرة الى فلسطين واختيار الحل الصهيوني
قسراً . ومن هذه العمليات. على سبيل المثال» عملية تفجير كنيس يهودي في بغدادء عند مطلع
الخمسينات. وقد كشف فيما بعد أن بن غوريون» رئيس وزراء اسرائيل آنذاكء كان
شخصياً وراء العملية المذكورة.
لكن» وبرغم كل المحاولات الصهيونية آنفة الذكرء بقيت هناك شواهد كثيرة على عدم
تحمس اليهود لهذا الحل في مختلف الأوساط اليهوديّة. داخل اسرائيل وفي أنحاء شتى من
العالم. ومثال على ذلك جماعات دينية داخل اسرائيل وخارجها كجماعة ناتوري كارتا
(12:62 '(113]013) وغيرهاء حاريت ولا تزال» اقحام حلّ سياسي للمقولة «المخلص المنتظن»,
الواردة في تعاليم الدين اليهودي. ومن الحقائق الملحوظة في وقتنا الحاضرء تلك الأرقام التي
تشير الى تناقص مستمر في هجرة اليهود الى اسرائيلء» وبالمقابل» ارتفاع نسبة الهجرة
المضادة. أي الهجرة من اسرائيل. وهذا مايعرف حالياً في اسرائيل بظاهرتي الارتداد
1١6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6704 (5 views)