شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 107)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 107)
المحتوى
والتساقط(*). ولا تكاد تخلى صحيفة يومية اسرائيلية من الاشارة الى خطورة تفاقم هاتين
الظاهرتين على مصير الدولة برمتها(”*). خاصة وأن نسبة المهاجرين من اسرائيل أصبحت:
في الآونة الأخيرة. تفوق كثيراً نسبة المهاجرين اليها.
مأازق الحل الصهيوني
ثمة مؤشر هام آخر على التصدع الذي تواجهه دولة اسرائيل: في صلب واقعها
الاجتماعي. كنتيجة لمأزق الفكر الصهيوني في مجال تطبيقه العملي. والذي هى من حيث
الجوهر مأزق الحل الصهيوني برمته. هذا المؤشر الهام هو سياسة العمل العبري التي
مورست ولا تزالء منذ مطلع هذا القرن. فقد انقسم الصهاينة, ازاء هذه السياسة. بين
مؤيد ومعارض؛ اذ ارتأت التيارات المؤيدة للعمل العبريء. الحفاظ على «تقاء» العمل
اليهودي؛ لأن استخدام العمال العرب يشكل خطراً اجتماعياً وقومياً على الدولة 6). وارتأت
التيارات المعارضة أن للعمل العربي مزايا انتاجية أعلى وحداً أقصى من الربح عبر استغلال
الأيدي العاملة العربية بأجور زهيدة. والنقطة المركزية في اشكالية العمل هذه. هي أن
سياسة العمل العبري تصطدم. عند التطبيقء أمام كل الخيارات الممكنة, بطريق مسدود:
فاستخدام العمال العرب خطر اجتماعي وقوميء والعمل العبري الخالص» يعني حتمية
الفرز الطبقي في أوساط المواطنين اليهودء وهو الفرز الذي تحاول الصهيونية تفاديه
باستمرارء واحلال الانسجام الطبقي محله. وعندما لجأ الصهاينة الى حل وسط هوتسخير
اليهود الشرقيين للعمل, ‎٠‏ بهدف التقليل من الاعتماد على العمل العربي» واجهواء مرة أخرى,
مأزقاً جاداً يهدد الكيان الاجتماعي والسياسي للدولة اليهودية. وقد تمثل المأزق هذه المرة
بالتفاوت الهائل في الأوضاع الاجتماعية لليهود الشرقيين في مقابل
اليهود الفربيين الذين يتمتعون بامتيازات هائلة. والذين من أوساطهم
جاءت الدوائر الاسرائيلية ذات النفوذ والسطوة. مرة أخرى أكدت
الخيارات جميعاً فشل المخرج الصهيوني أمام المأزق التاريخي لجوهر الفكرة الصهيونية
ذاتهاء القائمة على الاستغلال الطبقي والاضطهاد العنصريء, ليس للفلسطينيين والعرب
فحسبء وانما أيضاً للطوائف الشرقية من اليهود التي يرتاب الصهاينة فيها ويتخوفون من
احتمال انحيازها للعرب في لحظة حاسمة من الصراع ("؟) . فاذا ما علمنا أن أكثر من نصف
سكان اسرائيل هم من اليهود الشرقيين: يضاف اليهم أكثر من نصف مليون عربي من
فلسطينيي الداخل. فضلاً عن أن بقية السكان اليهود هم في غالبيتهم من اليهود المولودين
في فلسطين (الصابرا) والذين «ضاعت منهم رؤية الحلم الصهيوني» على حد تعبير مناحيم
بيغن ”*'). ولم يمتلكوا احساساً بالانتماء لليهودية العالمية("؟). ندرك استحالة الحل
الصهيوني على المدى الاستراتيجي من الصراع العربي ‏ الصهيوني والذي هو صراع
وجود لا حدود.
(*) في اسرائيل» يجري الحديث عن نوعين من الهجرة والارتداد هما:١ ‏ التساقط, والمقصود بهاليهود الذين
يهاجرون من أوطانهم ولا يكملون الطريق الى اسرائيل» بل يتوجهون الى أي مكان آخر غيرها. ‎ '"‏ النزوح
اي خروج المواطنين اليهود من اسرائيل واستقرارهم في مناطق أخرى.
كما يشمل مفهوم الارتداد أولئك اليهود الذين كانوا يدعمون اسرائيل ثم تخلوا عنها فيما بعد.
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7241 (4 views)