شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 108)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 108)
المحتوى
لقد مضى حتى الآن ثلاثة وثلاثون عاماً على تأسيس دولة اسرائيل» وهى فترة من
الزمان لايستهان بها. ففى هذه الفترة, تمكنت الحركة الصهيونية من تأسيس دولة قوية
ذات صبغة عسكرية عكست نفسها على كل شيء في هذه الدولة بما في ذلك الانسان. وتمكنت
الآلة العسكرية الصهيونية. خلال هذه الفترة» من خوض عدة حروب عدوانية تحت شعار
الهجوم الوقائي لدرء الخطر المجاور الذي يهدد كيانها. لكن ماذا قدمت هذه الدولة
لمواطنيهاء خلال الفترة المذكورة. غير .الحروب والازمات الاقتصادية وانتشار البطالة
والجرائم والاحساس بفقدان الانتماء أمام استحالة انصهار ما يقارب السبعين قومية في
بوتقة الجنسية الاسرائيلية. وكذلك استحالة ربط هذا المواطن بالأرض الفلسطينية وصعوية
اقناعه بالدفاع عنها.
يطرح مجمل ماتقدم عدة تساؤلات حول واقع دولة اليهود ومصيرها يجوهرها
الصهيوني:
الى أي مدى نجح المشروع الصهيوني في أن يكون مجتمعاً طبيعياً؟
هل توافرت لهذا المجتمع «الاستثنائى»», من الناحيتين التاريخية والواقعية, أية
مقومات لنشوء الأمة وتشكّل الدولة القومية؟ 2
هل يمكن الحديث عن سوق قومي أسرائيلي وعن برجوازية وطنية اسرائيلية؟..
واين هي الحدود الجغرافية والبشرية لهذه الدولة القومية؟
فاسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لاتوجد لها حدود رسمية معروفة. (أجاب
أحد المسؤولين الاسرائيليين على سؤال حول حدود الدولة بقوله: محدودنا حيث يقف
جيشنا»), وهي أيضاً الدولة الوحيدة التي تشتر, تشترط لبقائها احتياطياً بشرياً من أكثر من
سبعين دولة في العالم. كما انها تكاد تكون الدولة الوحيدة أيضاً في كون أكثر من نصف
سكانها يحملون. إضافة لجوازات سفرهم الاسرائيلية. جوازات بلدانهم الأصلية: تبعاً
للبلدان التي قدموا منها. وهذا ما يطرح حقيقة ازدواجية الولاء والانتماء. بما تحمله هذه
الازدواجية من تناقضات عاطفية واجتماعية وسياسية, سواء على صعيد بناء الانسان الفرد
أم على صعيد مجمل بنيان الدولة.
يقول محمد حسنين. هيكل, في حوار أجرته معه مجلة «المستقبل العربي(” ©), ان
اسرائيل قد اكتشفت أزمة وجودها الحقيقية بعد عدوانها في حزيران (يوتيى) من العام
7 أن حققت العسكرية الاسرائيلية آنذاك أقصى انتصار يمكن تحقيقه. لكن ليس
بالعسكرية وحدها تقوم الدول. ومن الواضح انه نصر عقيم. وقد تنبا اسحق دويتشر بعقم
هذا النصر مباشرة بعد حرب حزيران (يونيى)» عندما أشار الى انه نصر اس وأ من هزيمةو «سينظر
اليه ذات يومء ليس في المستقبل البعيدء على أنه كارثةفي المحل الأولعلى اسرائيل نفسهاء(١0).‏
اذن «اسرائيل لاتستطيع أن تحتمل السلام ولا تستطيع أن تحتمل حرباً الى
الأبد»(”*). الحرب والسلام كلاهما مدمر لاسرائيل: فالحرب تعنى العزلة عن البيئة.
والسلام يعني الاندماج وحتمية الذوبان. وأي سلام يأتي من اسرائيل والاميريالية
ودوائرهما لن يحمل غير الاستسلام والتركيع لشعوب نشأت تاريخياً في هذه المنطقة.
والسلام الحقيقي الؤحيد الممكن هو السلام بشروط البيئة. وهكذا فان اشكالية الحل
الصهيوني وأزمته المسيطرة يطرحان على بساط البحث واقعية الحل الفلسطيني الذي
1١غ‎
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7240 (4 views)