شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 110)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 110)
- المحتوى
-
الحل الصهيوني السألة اليهود, انما هو حل البرجوازية اليهودية الكبيرة لأزمتها الرتبطلة
بالأزمة العامة للنظام الامبريالي كله. اذ انها تشكل جزءاً أساسياً منه وبالتالي شريكاً لاغنى
عنه .
حركة استعمارية لاقومية
من الناحية التاريخية. شهدت نهايات القرن التاسع عشر انتقال الرأسمالية الى أعلى
مراحلها وهي: الامبرياليةوشهد مطلع القرن العشرين» موضوعياً ولادة النظام الاشتراكي العالمي.
ترافق ذلك مع تنامي الحركة الثورية العالمية المتمثلة في نضال الحركات العمالية في البلدان
الرأسمالية المتطورة ونهوض الكفاح التحرري لشعوب المستعمرات. وقد أعطى ذلك كله
المؤشر التاريخي الصحيح على حل مشكلة اليهود . ان ظاهرة صحية ووليدة نشوء تاريخي في أوساط
اليهود. تأتى فقط» في سياق المسار التاريخي لحتمية انتصار الثورة الاشتراكية وحركات
الشعوب التحررية. ولا تكون ظاهرة كهذه الا من خلال الفرز الطبقي في أوساط اليهودء
بحيث ينحاز فقراؤهم الى جانب البروليتاريا وعموم الضطهدين في العالم ليناضلوا في م
متحدة ضدّ القوى الرجعية المعادية لتطلعات الشعوب نحو الحرية والتقدم الاجتماعي. في
حالة كهذهء يتحدد موقع البرجوازية اليهودية الكبيرة» الساعية الى اعادة عجلة التاريخ الى
الوراءء في صف الأعداء الطبقيين للجماهير اليهودية أنْى تكن. هنا يكمن الفارق الجوهري
بين توجه الامبريالية والصهيونية لتأسيس دولة قومية» خارج أورويا وأميركا «بالضرورة».
للقومية اليهودية التي كشف ماركس عن جوهرها وأبعادها بقوله: «ان قومية اليهودي
الوهمية,» هي قومية التاجر, قومية رجل المال بالتحديد»(**). ووصفها لينين بأنها «فكرة
صهيونية رجعية وخاطئة تماما». ('*). وبين حركات التحرر الوطني بكل خصائصها القومية
المتوافرة تاريخياً والتي نشأت عن شعوب نهضت لتحقيق سيادتها القومية على أراضيها
وثروات بلادهاء فحاريت الاستعمار والامبريالية ولم تنبثق عنهما. في حين تأسست الحركة
الصهيونية على قاعدة اغتصاب اراضي الغير بالقوة والابادة الجماعية للسكان الأصليين. ثمة
فارق آخر جوهري وهو ان حركات الشعوب التحررية قد تشكلت بانسجام مع مسيرة
التاريخ الحتمية» بينما جاء مشروع الدولة الصهيونية عكساً لمجرى التيار. 3-0
التحررية للشعوب تقدمية بالضرورة: لأن نضالها يشكل مزيداً من الهزائم
الامبرياليء في حين يشكل وجود الصهيونية تعزيزاً لمواقع الامبريالية وانعكاساً لأزمتها تاذ
ان معا.
كما لاتنطيق على الصهيونية الشروط التاريخية التى نشأت فيها القوميات الأوروبية
الحديثة. اذ لم تتوافر لليهود في تلك البلدان الخصائص المجتمعية اللازمة لنشوء الامة, فقد
تأسست الصهيونية في أوروياء في مرحلة تاريخية كانت فيها البرجوازيات الأوروبية قد
أنجزت دورها التقدمي وأصبحت رجعيةء تبحث عن أسواق خارجية لبضائعها ومجالات
استثمارها على حساب الشعوب الأخرى من العالم. يقول ابراهام ليون: «بينما نرى أن
الحركة القومية هي نتيجة مرحلة الرأسمالية الصاعدةء نرى أن الصهيونية هي ثمرة عصر
الامبريالية("6)», أي واحداً من افرازاتها. وهنا تجدر الاشارة الى أن قادة الصهيونية. يمن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)