شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 111)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 111)
المحتوى
فيهم الأوائل. لم يفقدوا وضوح الاتجاه ابداًء فيما يتعلق بدور دولة اليهود المقترحة. فقد
كان هذا الدور واضحاً منذ البدء لهرتسل عندما كتب: «سوف نقيم [في فلسطين] سدّأ منيعاً
لأوروبا ضدّ آسيا. ونقوم بدور مركز الحراسة للحضارة ضدّ البربرية»(8").
الصهيونية شكل من أشكال مقاومة الامبريالية لانحلالها الحتمي
لم يكن الحلم الصهيوني بتأسيس دولة يهودية يدور في فضاء معزول عما كان يجري
في القارة الأوروبية. فقد تناغم هذا الطرح منذ البداية مع متطلبات النظام الرأسمالي في
مرحلته العليا الامبريالية. وكان هرتسلء مؤسس الحركة الصهيونية؛ قد أشار الى هذه
الحقيقة بقوله: «تقتضي الضرورات الدولية قيام دولة اليهود, ولهذا يجب أن تقوم»(؟”). وقد
لاحظ لينين سعي , الرجعيات الأوروبية لخلق مشكلة يهودية عالمية» في فترة حرجة من عمر
الحركة الثورية الصاعدة في العالم. وفي هذا الصددء كتب في العام ‎١4١7‏ متسائلاً: دهل
ياترى يمكن تفسير ذلك الواقع وهو أن كل القوى الرجعية في أورويا بالذات. ويخاصة في
روسياء تتألب ضدٌ اندماج اليهود. وتعمل على تكريس عزلتهم. على انه مجرد
مصادفة؟(١١).‏
يقول يوري ايفانوف: «ان اشتداد الصراع الطبقي على اعتاب القرن العشرين وضع
الامبرياليين أمام ضرورة توطيد ودعم القوى التي تحارب بهذا الشكل أو ذاك الحركة
البروليتارية الأممية. وبالتالي كانت توجد مصلحة موضوعية لدى حكام جميع الدول
الأوروبية بدون استثناء في ظاهرة كالصهيونية»(''). وقد تماثئلت رؤى الدوائر ثر الأمبريائية
وقادة الحركة الصهيونية فيما يتعلق بدور دولة اليهود. ففي الثامن من شباط (فبراير) من
العام ‎,١5٠١‏ أي بعد مرور ثلاثة أعوام على انتصار الثورة البلشفية2. كتب ونستون
تشرشلء وزير الحرب البريطاني آنذاك, مقالاً في صحيفة «الاستريتد صنداي هيرالد»
(210ئع28 دياك 1111 . تحت عنوان الصهيونية ضدٌ البلشفية 21081523)
(8015671550 05ا17615. يبدي تشرشلء في هذا المقال. تخوفه من أن يقع. يهود أوروبا
الشرقية والبلقان» نظراً لبؤفس أوضاعهم وحرمانهم من الحقوق المدنية, تحت تأثير دعاوة
الثورة البلشفية. وحيث رأى تشرشل ان اليهودء في ظل السلطة السوفياتية. قد حصلوا
فعلاً على حقوق كانوا قد حرموا منها طويلا في العهد القيصري. فقد تخوف من أن يصبح
هذا الاتجاز نموذجاً يتطلع اليه يهود البلدان الأخرى من العالم. مما سيعني تكريس مكانة
الثورة البلشفية محلياً ودولياً. وبالتالي تغذية الحركة الثورية ورفدها بالكادحين من اليهود.
وللحيلولة دون أن يشكل اليهود رصيداً ثورياً في بلدانهم الأم, ارتأى'تشرشل ضرورة وضع
اليهود في تناقض عدائي مع الثورة الاشتراكية وحركة التحرر العالمي. ولحرف انظارهم عن
الحل الصحيح ل شرع تشرشل شخصياً.ء بتشجيع الاستيطان اليهودي في
فلسطين؛ دافعاً الى الأمام النموذج الصهيوني للحل كخيار وحيد أمامهم. وأما هرتسل,
مؤسس الحركة الصهيونية. فكان قد عبر, في يومياته» عن هلعه من أن ينحاز الكادحون
اليهود للحركة الثورية ف أوروبا مشيراً الى ضرورة ة حرفهم عنها؛ بقوله: «كما تجب الاشارة
بشكل خاص الى أننا في كل مكان نحارب الثوريين. وفي الحقيقة فاننا نبعد الطلاب والعمال
اليهود عن الاشتراكية والعدمية, بطرحنا أمامهم نموذجاً انقى للشعب الامثولة.(”).
الدل
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4106 (7 views)